العدد 1516 - الإثنين 30 أكتوبر 2006م الموافق 07 شوال 1427هـ

حزب الله الصومالي!

محمد المخلوق comments [at] alwasatnews.com

يتساءل المسلم المهتم بالشأن السياسي عادة عن العلاقات التي تربط الحركات الإسلامية، في سعي منه للتوفيق بينها، وهنا يبدو التأثر بوسائل الإعلام جلياً في صوغ التشكلات الذهنية وبالتالي العملية تجاهها.

ومع بروز نجم اتحاد المحاكم الإسلامية، وتكرار ذكره في الإعلام بشكل لا يخلو من تسييس مستهدف، بدأنا نسمع كثيراً من الأنباء التي تكرّس في الوعي العام صورة عن المحاكم تحاول أن تقارب بينها وبين تجربة طالبان في أفغانستان، وليس بعيداً أن يكون ذلك بداية أميركية بامتياز لـ «طلبنة» الصومال، تمهيداً لإعداد خطة «تحرير» جديدة، ينصّب فيها «قرضاي» إفريقي، مع التأكيد أن الولايات المتحدة لن تلدغ هذه المرة من الثعبان الإفريقي، بفضل وجود «الحذاء الإثيوبي»!

رئيس المحاكم الإسلامية شريف شيخ أحمد نفى في عدة مقابلات أي دور للقاعدة في الصومال، وسيرة المحاكم ظاهراً - على رغم التعتيم الإعلامي - تسعى إلى تكوين صورة مستقلة مختلفة، تمثلت في وضع الأتاوات عن الصوماليين بعد أن ظلوا يدفعونها إلى أمراء الحرب (تحالف السلام ومكافحة الإرهاب) لأكثر من 10 أعوام، مع مكافحة القرصنة البحرية والجوية، وتأمين الاستقرار في عدة مناطق بالصومال.

المحاكم الإسلامية على رغم مماثلتها لحركة طالبان من ناحية عبورها القبائل والانقسامات العشائرية والاحتكام إلى المرجعية الإسلامية، فإنها بتلك الخطوات قاربت نفسها مع تجربة حزب الله، فدوافع تشكل حزب الله ربما هي نفسها التي شكلت اتحاد المحاكم، فالفوضى وضعف الدولة المركزية يفسحان المجال أمام نمو الولاءات (قبلية، عشائرية، طائفية).

ويتجلى التشابه من ناحية وجود الخطر الخارجي، ففي الوقت الذي يعاني لبنان من خطر الكيان الصهيوني بشكل يهدد سيادة الدولة اللبنانية التي لا تملك قواتها قدرة على دفعه، يقف الصومال الذي وزعت الدول الكبرى كياناته الخمسة (الصومال الحالي مشكّل من الإقليم الإيطالي والبريطاني) أمام «الفيل الحبشي»، مضطراً لإعلان الجهاد! ويلاحظ أيضاً أن حزب الله عمل على الإفادة من توازنات القوى (سورية، إيران)، كذلك تستفيد المحاكم من الدعم اللوجستي الذي تقدمه لها كينيا وأريتريا اللتان تخشيان تعاظم الدور الإثيوبي. وعلى مستوى القيادة، فقيادة حزب الله تميزت بحنكة سياسية في إدارتها للصراع مع «إسرائيل»، ومثلت الطرف الأكثر اعتدالاً والأقوى شوكة، فيما يمثل شيخ شريف الطرف المعتدل قِبال أطراف متعددة في المحاكم توصم بالتطرف، ولكن... هل تُثبت المحاكم أنها حزب الله (فرع الصومال)، أم «تتورط» فتحطّم بعش الأصنام، فتدخل في نفق التاريخ؟

العدد 1516 - الإثنين 30 أكتوبر 2006م الموافق 07 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً