العدد 1516 - الإثنين 30 أكتوبر 2006م الموافق 07 شوال 1427هـ

الاتصالات والمعلومات... حقوق أساسية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

استراتيجية «الاتصالات من أجل التنمية» تعتمد على عملية تشكيل الاجماع وتسهيل تبادل المعرفة بهدف تحقيق تغيير إيجابي في مشروعات التنمية. كان هذا هو موضوع المؤتمر العالمي الأول بشأن «الاتصالات من أجل التنمية»، الذي نظمه البنك الدولي مع منظمة الأغذية والزراعة العالمية في العاصمة الايطالية (روما)، الأسبوع الماضي.

وخرج المؤتمر بعدة نتائج منها أن وجود أو غياب اتصالات حرة وميسرة عمودياً وأفقياً إنما يأتيان بإرادة سياسية في جوهرها. وعليه، فإن البلدان التي تعتمد على الحوار وإشراك الجميع في الشأن العام وتفسح المجال أمام الإعلام المستقل هي الأكثر تأهيلاً للاستفادة من تكنولوجيا الاتصالات في مشروعات التنمية، بعكس الدول التي تعتمد على القبضة المركزية في تدفق المعلومات. فالشفافية تعبر عن قناعة من بيده القرار بضرورة مشاركة الآخرين في صنع القرار، وبالتالي فإن التعاطي مع المعلومات والتبادل المعرفي إنما هما متفرعان عن قرار سياسي يؤمن بحرية الرأي والديمقراطية السياسية.

نائب رئيس الوزراء الماليزي السابق أنور إبراهيم قال في مداخلته إن حرية الإعلام والتعبير لم تأتِ من فكرة غربية، وإنما هي فكرة إنسانية تحدث عنها ابن خلدون قبل ستة قرون وتحدث عنها توماس جيفرسون قبل قرنين ونصف قرن، معتبراً أن اعتذار بعض حكام الدول الآسيوية/ الشرقية بأن مفاهيم الحرية تتعارض مع قيم مجتمعية خاصة إنما هو محاولة للتهرب من تحمل مسئولية الحكم الصالح الذي لا يفسح المجال للفساد والرشا والتحايل على القانون.

الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد جوزيف ستيغليتز اعتبر «عولمة المعرفة» تعني أن حرية تدفق المعلومات أصبحت متوافرة عبر وسائط كثيرة وأصبح من الصعب تحريف المعلومات كما كان في الماضي. غير أنه أشار أيضاً إلى أن حرية الصحافة يجب أن تصاحبها منهجية ناقدة لتعزيز المحاسبة ودفع الفساد، وتطوير النظم الديمقراطية الداعمة لاقتصاد ينمو مؤسسياً، وقال إن مفهوم «سرية المعلومات» التي تمتلكها الدولة إنما يأتي في الواقع لحماية جهة داخل الدولة ارتكبت أخطاء ما، وقال إن الدلائل تشير إلى أن الحرب الباردة كانت ستنتهي قبل 1990 لو أن حرية المعلومات كانت متوافرة بشكل كامل في أميركا والدول الأخرى، مطالباً بتشكيل مؤسسات قوية لفك الحصار الذي تفرضه الحكومات على المعلومات بهدف إبعاد المواطنين عن حقهم في معرفة ماذا يجري وما هي القرارات التي تتخذ باسمهم وتنفذ عليهم لاحقاً. باختصار، أصبحت الاتصالات والمعلومات حقاً لكل المجتمعات ومن دونها لا يمكن أن تنمو بصورة سليمة، اقتصادياً وسياسياً

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1516 - الإثنين 30 أكتوبر 2006م الموافق 07 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً