العدد 1515 - الأحد 29 أكتوبر 2006م الموافق 06 شوال 1427هـ

العالم الحقيقي

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

كنت سأكتب موضوعاًً آخر اليوم عن الاستثمار, لكن محادثة مع صديق لي وأخ غيّرت مجرى تفكيري إلى ما هو غير ذلك. وهو أمر يهتم بمصلحة الشباب بدلاً من مصلحة محافظ الاستثمار. فلا ننسى بأن محافظ الاستثمار والشباب كليهما مهمان للمصلحة الاقتصادية الكبرى. لكن دعنا ألا نخرج عن الموضوع ونعود إلى صديقي وأخي.

وضع صديقي هو وضع كثير من الشباب في البحرين، إذ إنه حاصل على دبلوم من الجامعة ومتعطش للعمل في أسرع وقت ممكن. هذا جيد, فالرغبة لإثبات الذات في العالم الحقيقي بدلاً من الأوراق الدراسية شيء جديربالاهتمام. لكن مهلاً قليلاً. لماذا التسرع؟ لماذا محاولة بعثرة الفرصة على إيجاد وظيفة مضمونة من الناحية القيادية بمجرد الحصول على وظيفة بسيطة في إحدى المؤسسات؟

العالم تغير _كما نعرف_, فاليوم بالكاد يمكنك الحصول على منصب تدريبي في القيادة التنفيذية من دون بكالوريوس. فالبكالوريوس أصبحت الحد الأدنى للإنضمام إلى ما يمكن تسميته مستقبلا وظيفياً فيه سلًم الترقيات. أما إذا أردت وظيفة فستجد فيها وعود الترقيات نادرة, فالدبلوم هو ما تحتاج إليه. لكن أي شاب يريد وضع حدٍ لمستقبله وهو في ربيع حياته بالطبع لا أحد. وخصوصاً إذا لم تكن هناك ضغوظات مالية وشخصية. فالدبلوم هو مجرد أول مرحلة في تيسير الحصول على وظيفة يمكن الاعتماد على ما ستوفره من ناحية الخبرة و الفرص.

لذلك يجدر بنا أن ننصح الشباب بعدم التسرع في الالتحاق بالعمل بل التركيز على إكمال دراستهم إلى حد البكالوريوس. فلقد شاهدت عدداً من معارفي يلتحقون بالعمل بعد الحصول على الدبلوم, لكنهم لحد اليوم لم يوفقوا بالانتقال إلى مناصب قيادية (حتى وإن أكملوا البكالوريوس في وقت الفراغ.) فعادة ما تنظر إليهم المؤسسات من الناحية العملية, وهي إن خبرتهم في أعمال غير قيادية طوال هذا الوقت وتكون خسارة أن يتحولوا إلى مراكز قيادية بينما يوجد عدد هائل من خريجي البكالوريوس الذين يتقدمون لتلك المناصب (وعادة برواتب أقل بما إنهم لم يوظفوا من قبل.)

هذه صورة مبسطة عن الاختيار بين العمل وإكمال الدراسة. فالعالم الحقيقي, عالم المال والأعمال والبدلات الرسمية جميل وغريب ومغرٍ لطالب الجامعة. لكن في الوقت نفسه هو عالم ستتمكن من البقاء فيه طيلة حياتك. فلا داعي للتسرع, وخير المطاف في الحياة لمن تأنى وصبر وأخذ الأمور خطوة خطوة بدلاً من القول إنه «سيكمل البكالوريوس وهو يعمل». لا عيب في فعل ذلك بالطبع, لكن ما في الأمر هو إن لم يكن لديك سبب لتفعل ذلك, فإبق طالباً لسنتين أكثر, واقتحم فيما بعد سوق العمل بمؤهل جامعي أعلى, وراحة بال أكبر. العالم الحقيقي

كنت سأكتب موضوعاًً آخر اليوم عن الاستثمار, لكن محادثة مع صديق لي وأخ غيّرت مجرى تفكيري إلى ما هو غير ذلك. وهو أمر يهتم بمصلحة الشباب بدلاً من مصلحة محافظ الاستثمار. فلا ننسى بأن محافظ الاستثمار والشباب كليهما مهمان للمصلحة الاقتصادية الكبرى. لكن دعنا ألا نخرج عن الموضوع ونعود إلى صديقي وأخي.

وضع صديقي هو وضع كثير من الشباب في البحرين، إذ إنه حاصل على دبلوم من الجامعة ومتعطش للعمل في أسرع وقت ممكن. هذا جيد, فالرغبة لإثبات الذات في العالم الحقيقي بدلاً من الأوراق الدراسية شيء جديربالاهتمام. لكن مهلاً قليلاً. لماذا التسرع؟ لماذا محاولة بعثرة الفرصة على إيجاد وظيفة مضمونة من الناحية القيادية بمجرد الحصول على وظيفة بسيطة في إحدى المؤسسات؟

العالم تغير _كما نعرف_, فاليوم بالكاد يمكنك الحصول على منصب تدريبي في القيادة التنفيذية من دون بكالوريوس. فالبكالوريوس أصبحت الحد الأدنى للإنضمام إلى ما يمكن تسميته مستقبلا وظيفياً فيه سلًم الترقيات. أما إذا أردت وظيفة فستجد فيها وعود الترقيات نادرة, فالدبلوم هو ما تحتاج إليه. لكن أي شاب يريد وضع حدٍ لمستقبله وهو في ربيع حياته بالطبع لا أحد. وخصوصاً إذا لم تكن هناك ضغوظات مالية وشخصية. فالدبلوم هو مجرد أول مرحلة في تيسير الحصول على وظيفة يمكن الاعتماد على ما ستوفره من ناحية الخبرة و الفرص.

لذلك يجدر بنا أن ننصح الشباب بعدم التسرع في الالتحاق بالعمل بل التركيز على إكمال دراستهم إلى حد البكالوريوس. فلقد شاهدت عدداً من معارفي يلتحقون بالعمل بعد الحصول على الدبلوم, لكنهم لحد اليوم لم يوفقوا بالانتقال إلى مناصب قيادية (حتى وإن أكملوا البكالوريوس في وقت الفراغ.) فعادة ما تنظر إليهم المؤسسات من الناحية العملية, وهي إن خبرتهم في أعمال غير قيادية طوال هذا الوقت وتكون خسارة أن يتحولوا إلى مراكز قيادية بينما يوجد عدد هائل من خريجي البكالوريوس الذين يتقدمون لتلك المناصب (وعادة برواتب أقل بما إنهم لم يوظفوا من قبل.)

هذه صورة مبسطة عن الاختيار بين العمل وإكمال الدراسة. فالعالم الحقيقي, عالم المال والأعمال والبدلات الرسمية جميل وغريب ومغرٍ لطالب الجامعة. لكن في الوقت نفسه هو عالم ستتمكن من البقاء فيه طيلة حياتك. فلا داعي للتسرع, وخير المطاف في الحياة لمن تأنى وصبر وأخذ الأمور خطوة خطوة بدلاً من القول إنه «سيكمل البكالوريوس وهو يعمل». لا عيب في فعل ذلك بالطبع, لكن ما في الأمر هو إن لم يكن لديك سبب لتفعل ذلك, فإبق طالباً لسنتين أكثر, واقتحم فيما بعد سوق العمل بمؤهل جامعي أعلى, وراحة بال أكبر

العدد 1515 - الأحد 29 أكتوبر 2006م الموافق 06 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً