العدد 1515 - الأحد 29 أكتوبر 2006م الموافق 06 شوال 1427هـ

التجنيس الروماني والتجنيس البحريني

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

أثناء وجودي في إيطاليا الأسبوع الماضي راجعت القانون الإيطالي بشأن الجنسية، وذلك لأن القانون في هذا البلد مستمد من القانون الروماني الذي كان يحكم واحدة من أعظم الامبراطوريات التي شهدها التاريخ. وعلى رغم مرور 2000 عام على أفولها فإن القانون الروماني لايزال مؤثراً في عالمنا اليوم. وكان الهدف من مراجعتي هذا الموضوع هو محاولة الخروج بأجوبة بشأن فلسفة التجنيس التي تشغل الرأي العام البحريني بشكل لم تشهده دول منطقتنا بأي شكل من الأشكال حتى الآن.

القانون الإيطالي ينص على أن الجنسية تكتسب عبر حق النسب (أن ينحدر الشخص من أبوين إيطاليين)، أن يكون الشخص متزوجاً من إيطالية (أو العكس) وأن يمضي فترة قانونية لكي تتأكد السلطات من أن الزواج كان حقيقياً، أو أن يخدم أحد الأشخاص في الجيش ويستطيع أن يثبت أن نسبه يرجع إلى إيطاليا وأنه فقد تلك الجنسية لأسباب خارجة عن إرادته وأن تستمر خدمته للدولة الإيطالية مدة خمس سنوات على الأقل، أو أجنبي عاش بصورة قانونية مدة عشر سنوات وتقدم بطلب وحصل على موافقة بعد مراجعة وضعه القانوني.

وبما أن هناك إيطاليين في أماكن عدة من العالم، فإن من حق الأبناء الذين يتوالدون في الخارج (حتى لو كانوا من الجيل الثالث) أن يستعيدوا جنسية أجدادهم، ولكن عليهم أن يقدموا الأدلة والوثائق إلى عمدة المدينة أو البلدة الإيطالية التي جاء منها أجدادهم، وإذا ثبت للعمدة أن الأجداد كانوا إيطاليين ولم يتخلوا عن جنسياتهم، فإن بالإمكان الحصول على الجنسية الإيطالية.

النقطة الأساسية في القانون الايطالي هي أن يكون الشخص يشعر بالانتماء «وجدانياً» لإيطاليا، أو أن يكون قد «اندمج» في المجتمع الإيطالي أو أنه قدم «خدمات جليلة» للدولة الايطالية... وفي كل الأحوال فإن القانون شفاف وبالإمكان أن يعرف المرء ما له وما عليه من دون خشية من مساءلة صحافية أو برلمانية أو قانونية.

ربما يكون لدينا في البحرين ما ينافس القانون الإيطالي المستمد من الرومان، وهذا ليس عيباً، ولكن ما هو مطلوب أن تتوضح الأمور للجميع، وأن تكون العملية شفافة وقابلة للمحاسبة. فمن حق المواطن أن يعرف ما يجري، كما أن من حق المتجنس أن يشعر بأنه ينتمي إلى بلد يعترف به وينظر إليه كجزء من/ أو ليس جسماً غريباً يبتعد عنه. ثم إن المتجنس سيكون له أبناء وبنات وهؤلاء سيكونون أحراراً (لأن النزعة البشرية تتجه نحو الحرية دائماً)، وبالتالي فإن من حق هؤلاء أن يشعروا بالاطمئنان وإلا فإنهم سيتحولون إلى مصدر إزعاج لمن جنسهم من دون علمهم

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1515 - الأحد 29 أكتوبر 2006م الموافق 06 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً