العدد 1514 - السبت 28 أكتوبر 2006م الموافق 05 شوال 1427هـ

«بالوعة الطريق»

احمد شبيب ahmed.shabib [at] alwasatnews.com

تعلمنا منذ كنا صغارا بأن «أحياء الموتى» من المعجزات التي عرف به نبي الله عيسى (ع) وهذا كان قبل ألفي سنة، لكن في عصرنا الحاضر يخرج لنا أناس يدعون هذه المعجزة ، فيسعون جاهدين لإعادة الروح لميت يدعى «مبادرة السلام» اعترف صانعوها بموتها واستحالة إحيائها.

فها هو أحدهم يطرح فكرة «نهاية الطريق» بدل «خريطة الطريق» التي ماتت، كي تحل الإشكالية التي تقتضي باستحالة بث الروح في الميت، وليبرهن من جديد أن العرب أصحاب المبادرات والمساعي الحميدة، وليس بـأنصار»إرهاب» أو طلاب «مطامع»، ونظريتهم في «فن السياسة» الرضا بالواقع والقبول بما يطرحه مرّوجو «الشرق الأوسط الجديد»، وأن ما تم أخذه بالقوة لا يسترد بالقوة أو «المغامرة»، انما بالتنازل و»إهداء» المزيد.

ويرى أحدهم - كذلك - أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو نتيجة لغياب مثل هذه «المبادرات»، وأن الحل الحقيقي هو في اعادة الروح لهذا «الميت» وإعادة «القطار لسكته»، ويغمض عينيه ويطبق جفنيه أمام السبب الحقيقي لهذا الوضع والمتمثل في التغطرس الإسرائيلي الذي نمى وأستفحل نتيجة الخذلان في بعض الأحيان أو الدعم الفاضح في غالبية الأحيان من قبل هؤلاء «المدعين» أنفسهم، وأن الحل الحقيقي لهذا «الميت» ليس بدفنه فقط، بل في حرقه وذر رفاته في البحر «الميت»، وأن التجربة في لبنان التي حيرت وأرهبت العدو أصبحت «حجة» على هؤلاء و مثال ينبغي الاقتداء به، بدل «التسول السياسي» هنا وهناك.

وعلى أولئك المدعين «إحياء الموتى» أن يعوا أن المشكلة ليست محصورة في المسميات، بل في استحالة تطبيق هذه الأفكار مع طرف لا يغترف بالاتفاقات أو المعاهدات ولا يقيم أي وزن للطرف الآخر، فمآل هذه المبادرات كسابقتها في «بالوعة الطريق» لا في «خريطة الطريق»

إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"

العدد 1514 - السبت 28 أكتوبر 2006م الموافق 05 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً