الراحلون من ضفة المقاطعة إلى ضفة المشاركة، وخصوصاً أولئك الذين سيجلسون على مقاعد وثيرة لم يعتادوا الجلوس عليها من قبل، مطالبون بتسجيل مواقف مشرفة منذ الوهلة الأولى لدخول المعترك البرلماني؛ لأن جمهورهم الذي قاطع معهم في 2002 سيكون متعطشاً لتلمس موقف يعود عليه بالنفع، وعامل الوقت في غاية الأهمية، والاستغراق في تسويف المواقف سيجعل النواب الجدد في الداخل من دون قاعدة شعبية رصينة تدعم أية خطوة جريئة يقوم بها ممثلوهم.
إذا لم يتسلم الجمهور رسائل التطمين مبكراً، فإن المواقف الجريئة في الداخل ستعلو من دون صدى في الخارج، وهذا الأمر سيقتل أية مطالبة أو حتى أي موقف بمجرد انتهاء تلك المطالبة أو ذلك الموقف، تماماً كما كان يحدث في برلمان 2002؛ لأن كثيراً من تلك المواقف لم تكن تتمتع بعمق شعبي كافٍ بفعل مقاطعة الكثيرين الانتخابات، حتى المجلس فيما بعد، وكان عدد من النواب يغني ولكن في مسرح خالٍ من الجمهور.
ولعل التحدي الآخر الذي ينتظر المشاركين هو مدى قدرتهم على تفعيل دورهم السياسي خارج المجلس، وعدم نقل كل الحقائب والأوراق إلى غرف البرلمان، الأمر الذي أشار إليه سماحة الشيخ عيسى قاسم بوضوح في خطبة الجمعة الأخيرة عندما أوضح أن «المشاركة لا تعني أن يجمد الشعب حركته مدة أربع سنوات» مفترضاً أن «النيابة لا تعني نيابة عن ميت، ولا تعطي الشعب عطلة أربع سنوات لدوره السياسي»
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1514 - السبت 28 أكتوبر 2006م الموافق 05 شوال 1427هـ