العدد 1514 - السبت 28 أكتوبر 2006م الموافق 05 شوال 1427هـ

معارك الظلام... لا يحوشك!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

لعل أسوأ ما يمكن أن يحدث في أي انتخابات، شراء ضمائر الناس وأصواتهم بدنانير معدودة، ولكن استمالة الأصوات أمر موجود في كل زمان ومكان، ولدينا مثال في مصر التي تتغنى بالديمقراطية إذ يتم شراء الأصوات بالأموال، وتجرى الانتخابات على أساس القبلية والتعصب حتى لو كان المرشح دون المستوى، ولكنه من السلالة والظفر لا يخرج عن اللحم!

لنركز قليلا على مصر، ففي هذا البلد يعيش24 مليون مصري تحت طائلة الفقر يطحنهم غلاء المعيشة ويكتوون بنار الأسعار الملتهبة. ويبلغ عدد العاطلين 6 ملايين، ويسكن 12 مليونا في الأكواخ وأشباه البيوت القصديرية. وتشمل الأمية 22 مليونا في عصر المعرفة والثورة المعلوماتية. وتغص السجون بـ 20 ألف معتقلا بنت لهم السلطة 21 سجنا جديدا في العشرية الأخيرة فقط! وهي معلومات موثقة لا يمكن لأي أحد إنكارها... ولذلك فإن هذه الأسباب مجتمعة تجعل من مصر مكانا مؤاتيا لاستغلال الناس وشراء أصواتهم أو استمالتهم في أسوأ الحالات.

الظروف في مصر مشابهة إلى الظروف في البحرين إلى حد بعيد، فلدينا أكثر من نصف شعب البحرين ممن يعيشون تحت خط الفقر، ولدينا ما يقارب 20 ألف عاطل عن العمل بحسب الإحصاءات الأخيرة للجنة العاطلين عن العمل، فيما حصر المشروع الوطني للتوظيف عدد بـ 15 عاطلا عن العمل... ومهما اختلف في الرقم المعلن فلا يختلف اثنان على استشراء البطالة وارتفاعها يوما بعد يوم. ولدينا عوائل بالمئات تسكن في بيوت مهددة بالسقوط في أي لحظة ولا نبالغ حين نقول ان الرقم يتجاوز الـ10 آلاف، إلا أن السلطة تختلف عن سلطة مصر في خلو سجوننا من السجناء السياسيين في الوقت الحالي.

إن هذه البيئة الصعبة تعتبر بيئة خصبة للمرشحين الذين يحاولون الحصول على الأصوات بأي طريقة كانت، فما أسهل أن تغدق على الفقير بمبلغ 20 دينارا لمدة شهرين متتابعين لتضمن صوته، وما أسهل أن ترمي على فلان مكيف هواء وفلانة ثلاجة لتضمن الأصوات، وهي ما يحدث فعلا في البحرين. نحن لا نريد أن نسمي الجمعيات بالاسم، ولا نريد أن نشير إلى الأشخاص بلبنان، لكن من المعيب حقا أن يحدث هذا الكرم غير المسبوق في فترة ما قبل الانتخابات، فمن يبحث عن الثواب يمكنه أن يحصل عليه بعد فترة الانتخابات ليبعد عنه أصابع الاتهام على أقل تقدير.

ففي ظلمة الليل الدامس، تبدأ معارك الظلام، معارك يتنافس فيها الانتهازيون بالوصول إلى أكبر قدر من البيوت التي يسكنها المعدمون في الدائرة الانتخابية، وإغراقهم بالوعود والأجهزة الكهربائية وكوبونات الشراء والدنانير! حتى أن بعض المترشحين الذين لم يكن لهم مزاج للرد على مكالمات الناس مضطرون إلى حمل شاحن البطارية أين ما حلوا وارتحلوا لأنهم سيردون على أية مكالمة كانت. وتراهم حاضرين في أي مناسبة، ولو كانت «فاتحة» يقيمها أحد المستوردين على روح «سنوره» فما المانع ما دام المسمى طبيخ بن زليخ يحمل جوازا بحرينيا‡

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1514 - السبت 28 أكتوبر 2006م الموافق 05 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً