في المؤتمر العالمي عن دور الاتصالات في التنمية الذي عقد في العاصمة الايطالية ( روما) الأسبوع الماضي تحدث رئيس وزراء تيمور الشرقية هوزي راموس هوتا عن دور تقنية الاتصالات في تطوير وسائل الحكم... وعقب قائلاً «ربما أنني أكثر رئيس وزراء يحمل هاتفه النقال الذي يعرف رقمه الناس، ولقد تسلمت مكالمة هاتفية قبل بدء المؤتمر من أحد المواطنين يتصل بي لأول مرة ويطلب مني ان ارسل شرطة إلى الحي الذي يعيش فيه لان هناك شبابا يشتبكون مع بعضهم بعضاً».
وأضاف «لا أشعر بالانزعاج من الاتصالات المباشرة، بل انها إحدى وسائلي للارتباط بالمجتمع، ولقد وجدت أن اناسا عاديين وربما غير متعلمين يفهمون أكثر مني في بعض الأمور وذلك من خلال التواصل معهم هاتفياً أو عبر الرسائل النصية».
التحدي يكمن في إحداث الانتقال في أساليب الحكم القديمة التي تعتمد على البيروقراطية المميتة إلى اساليب جديدة ترتبط بالناس مباشرة من دون حواجز وتعقيدات منهكة للإمكانات ولكنها غير فعالة ولاتخدم البيئة الاقتصادية أو البيئة السياسية التي تتأخر عن اللحاق بالسرعة المذهلة التي تتطور فيها وسائل الاتصالات وتقنيات الإعلام.
ويصاحب ذلك الحاجة إلى تطوير التشريعات التي تحاول منع تدفق المعلومات ولكنها لا تلتفت إلى انها تقف أمام مد عارم لا يمكن منعه من خلال قوانين كانت توفر للحكومات وسائل للسيطرة على مجتمعاتها، وهذه القوانين اعتمدت على نظرية عمودية في تدفق المعلومات من الأعلى (السلطة) إلى الأسفل (المجتمع)... ولكن في عالمنا اليوم فإن تدفق المعلومات يعتمد على نظرية أفقية... إذ تتدفق المعلومات من كل جانب ومن كل اتجاه إلى آخر من دون الحاجة إلى المرور بسلطات عليا.
المشاركون في المؤتمر أشاروا إلى أن المسئولين في مناطق عدة في العالم يعتبرون الاتصالات والإعلام وسائل للعلاقات العامة، ولكنهم يتوقفون عن تطوير ممارساتهم نحو المشاركة في تطوير الخيارات واتخاذ القرارات في الشأن العام أو في برامج التنمية الصحية والغذائية والاقتصادية وغيرها... كما ان الحكومات في هذه الدول مازالت من دون خطة استراتيجية أو مبادرة خاصة بتطوير تكنولوجيا واستخدامات الاتصالات، ما يؤدي إلى عجز معلوماتي. وعندما نعرف ان هذا العجز يؤدي إلى انخفاض مستوى الاداء الاقتصادي والسياسي، فعلم أيضا أن أية حكومة ليست لديها رؤية متطورة في استخدام الاتصالات انها محكومة بالتأخر عن مواكبة التطور السريع في النموين الاقتصادي والسياسي الذي يجتاح العالم
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1514 - السبت 28 أكتوبر 2006م الموافق 05 شوال 1427هـ