في ضوء ارتفاع أسعار الماركات إلى أسعار خيالية تفوق 100 دينار اتجه بعض التجار وبعض الدول الآسيوية إلى تقليد الماركات ما أدى إلى إطلاق مسمى «تقليد نظيف» أو «تقليد ذي جودة عالية» أو «تقليد ذي درجة أولى»، إذ إن مثل هذا التقليد يكون مثل الماركة الأصلية بصورة تامة ومن دون أي اختلاف ولو بدرجة بسيطة. يؤيد الكثير من الناس التقليد مرجعين ذلك إلى حق المستهلك من أصحاب الفئات المتوسطة في الدخل في الحصول على نفس البضائع الباهظة الثمن التي يتمتع بها الأغنياء من الساعات الفاخرة والحقائب التي تفوق 400 دينار.
إذ ان الحق الذي ينادي به المستهلك في الحصول على هذه المنتجات الفاخرة أدى إلى خلق تنافس بين المنتجين والمقلدين إذ إن قطاع التقليد أخذ ينشط في جميع أنحاء العالم، خصوصاً في بعض الدول الآسيوية.
التمييز بين المقلّد والأصلي
اختلفت البضائع المقلدة فبعد ان كانت مقتصرة على الحقائب وعلى ماركات معينة مثل فيندي أصبحت الآن تطال عملياتها سلعاً أخرى، وتطور التقليد إذ لا يمكن تمييز المقلد عن الأصلي. فمن الممكن الآن تقليد ماركة ديزل للملابس بسهولة وبيع القميص بخمسة دينار على رغم أن السعر الأصلي يفوق 40 دينارا أو تقليد ساعة رولكس وبيعها بدينارين وهي في الأصل تفوق 500 دينار.
وإلى جانب تقليد الحقائب والساعات والملابس طال التقليد العطور إذ أصبحت بعض المحلات تبيعها بنصف السعر مثل عطر «CHANNEL» بـ 15 دينارا على رغم أن سعره الأصلي يصل إلى 40 دينارا، إلا إن تقليد العطور لم يتقن العمل حاليا وذلك يرجع إلى أن رائحة العطر تكون غير مرغوب فيها أو انها تختفي بعد وضعها بعد مدة قصيرة.
ويشار أيضاً إلى انه حتى السيجار أصبح من السهل تقليده إلا إن التقليد مازال واضحاً إذ إن المقلدين لم يتقنوا كتابة اسم المنتج على علب السيجارة.
إقبال الناس على المقلد
وبسبب رخص البضائع المقلدة وتوافرها في جميع الأماكن حتى في الشوارع أصبح الناس يقبلون عليها بشدة ومن جميع الطبقات الاجتماعية فقراء أو أغنياء، إذ إن التقليد أصبح أفضل من البضاعة الأصلية عند الكثير فالكثيرون يعتبرون ان شراء حقيبة بـ 400 دينار هو جنون لأن الحقيبة نفسها موجودة في مكان ثان بعشرين دينارا، فلماذا هذه الخسارة.
في المقابل يعتبر البعض ان التقليد قضى على التنافس والتفاخر بين الأغنياء والطبقة المتوسطة، واعتبر بعض المنتجين للبضائع الفاخرة أن التقليد هو غش تجاري يستهدف المستهلك الذي لا يعي إنه ينفق نقوده على بضائع مقلدة سيقضى عليها بعد عدة أيام منذ استعمالها أو عند غسلها.
ويحذر المنتجون لهذه البضائع المقلدة من ان البضائع الأصلية أصبحت تملأ الأسواق وليس هناك من يشتريها، إلى جانب أن الجميع أصبح يقتني البضائع المقلدة التي أصبحت لا تميز عن البضائع الأصلية
العدد 1514 - السبت 28 أكتوبر 2006م الموافق 05 شوال 1427هـ