العدد 1514 - السبت 28 أكتوبر 2006م الموافق 05 شوال 1427هـ

المجمعات تستنزف %95 من الرواتب خلال العيد

المواطنون يؤكدون أن قلة الحدائق سبب رئيسي

ضاحية السيف - صادق الحلواجي 

28 أكتوبر 2006

أظهرت جولة لـ «الوسط» إلى بعض المواطنين أن حجم إنفاق الأسر في المجمعات التجارية والمطاعم خلال أيام العيد بلغ نحو 95 في المئة من إجمالي رواتبهم الشهرية، موزعةً على الألعاب والمطاعم في المجمعات من دون احتساب نفقات ما قبل العيد التي استنزفت أيضاً من أولياء الأمور مبالغ لا يستهان بها.

من جانبهم، أرجع كثير من الأسر كثرة المصروفات أيام الأعياد إلى عدم وجود منتجعات ومتنزهات ما يجعلهم يرتادون المجمعات التي توجد بها ألعاب مكلفة، ودعوا ذوي الشأن في الحكومة إلى إحياء المنتزهات والحدائق والشواطئ لما تحققه في خفض مستوى النفقات.

مصروفات غير لازمة ووعي ناقص

أحد أولياء الأمور ويدعى أحمد المهزع قال في تعليقه على الموضوع إنه «صرف نحو 95 في المئة من راتبه خلال العيد، وإن كثيراً من أولياء الأمور لا ينتبهون لما سيصرفونه خلال فترة العيد وخصوصاً من لديهم أطفال إذ يفضلون الذهاب إلى المجمعات التجارية».

وأوضح أن «المجمعات التجارية تستنزف جيوب المواطنين عموماً من دون أن يشعروا بذلك، ويعود ذلك إلى الغلاء الباهظ في مشتريات المجمعات والمطاعم الحديثة التي يرغبها الأولاد من دون الأخذ بالنظر ما هو أهم من ذلك»، مضيفاً أنه «لا بد من أولياء الأمور خصوصاً أن يلتفتوا إلى هذه المسألة التي باتت تتفاقم كل عام، وأن يحسوا بأن لديهم التزامات أخرى طيلة الشهر».

من جانبه، قال المواطن إبراهيم العرادي وهو أب لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 3 و15 عاماً إنه صرف 70 في المئة من راتبه، وأوضح أن المشكلة تكمن في عدم الاهتمام والوعي الكافي لدى أولياء الأمور، لافتا إلى أن «المصروفات التي لا تأخذ في الاعتبار نظراً لرخص ثمنها تكبر بعد تراكمها، في الوقت الذي غالباً ما تكون هناك أمور تصرف عليها موازنة كبيرة من دون الحاجة الماسة إليها، وخير مثال على ذلك مصروفات وقود السيارات التي يستهلكها الشباب وخصوصاً من أجل الدوران في الشوارع العامة، إذاً الأمر معضلة لابد من التفكير والوعي للقضاء عليها».

أين الحدائق والمتنزهات؟

وفي نظرة مختلفة أو شبه معاكسة للموضوع تساءل المحامي مصطفى شعبان «لماذا لا تتطلع الأسر والشباب وغيرهم إلى متنزهات وحدائق وشواطئ البحرين، فسابقاً لم تكن هناك مجمعات بأسعارها الباهظة حالياً والكل كان يلجأ إليها، باعتبارها الحل الوسط لتوفير المصروفات والحد من الاستهلاك المفرط»، مؤكداً أن «فرحة الأطفال تكتمل أكثر في الحدائق والمتنزهات والشواطئ أكثر من الألعاب في المجمعات».

وقال أحمد العلوي وبسام الحداد من القطاع الخاص إن «فكرة إعادة إحياء المتنزهات والشواطئ أمر محبب وممتاز، إلا أن البحرين بات تفتقر لكثير من الشواطئ الجميلة التي كانت تتزين بالأطفال خلال أيام العيد نتيجة أعمال الردم والدفان وشراء بعض الأراضي التي أصبح ممنوع تخطيها، إضافة إلى ضآلة الحدائق والمتنزهات في المملكة وقدمها وعدم الاهتمام الحكومي الكافي لها، الأمر الذي يدفع بالزوار إلى التوجه إلى المجمعات التي قد لا يستطيع البعض تحمل مصروفاتها».

وعلى رغم ذلك مازالت كثير من الأسر تحرم أبناءها فرحة أيام العيد لمحدودية رواتبها وعدم قدرتها على تغطية المصروفات التي تتطلبها الألعاب في المجمعات التجارية، ولكن هل تتطلع الجهات المعنية الرسمية إلى حل وسط، وتعيد إحياء فكرة اقترحها بعض المواطنين بإعادة إحياء الشواطئ والحدائق نظراً إلى مكانتها الطبيعية الجميلة في نفوس الأطفال؟‡

العدد 1514 - السبت 28 أكتوبر 2006م الموافق 05 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً