رأى مراقبون أردنيون انه على رغم مضي 12 عاما على معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية لم تتغير مشاعر العداء والكراهية لـ «إسرائيل» في الشارع الأردني، إضافة إلى فشل كل محاولات التطبيع مع «إسرائيل» وازدياد المخاطر على الأردن جراء استمرار النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال المراقبون إن «إسرائيل» أصبحت أكثر عزلة في الشارع الأردني عما كان الأمر قبل 12 عاما، وان أقل ما يوصف به السلام بين الجارين بعد مرور هذه السنوات بأنه «سلام بارد».
وقال المحلل السياسي فهد الخيطان «من الواضح انه وبعد 12 عاما على المعاهدة فإن الصراع العربي الإسرائيلي عاد للمربع الأول، وأصبحت (إسرائيل) أكثر عزلة في الشارع وان رهانات بعض الجهات سواء في الأردن و(إسرائيل) على التطبيع فشلت».
ووقع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق رابين والعاهل الأردني الراحل الملك حسين في 26 من أكتوبر/ تشرين أول العام 1994، اتفاقا للسلام في وادي عربة على الحدود المشتركة أنهى عقودا من النزاع والحروب بين الجانبين.
وبموجب الاتفاق انسحبت «إسرائيل» من مناطق حدودية أردنية كانت تحتلها، كما نصت معاهدة السلام على قيام «إسرائيل» بمنح الأردن حقوقه المائية في نهر الأردن وبحرية طبريا. وألحق بالمعاهدة الكثير من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
ولا تحظى المعاهدة - على رغم هذه السنوات - الرضا الشعبي، وتطالب قوى المعارضة التي تقودها القوى الإسلامية، بإلغائها باستمرار، مؤكدة إن المعاهدة خطر يتهدد الأردن ولابد من التصدي له.
ورأى الخيطان أن رفض المعاهدة لم يعد يقتصر على الشارع الأردني بل بات هناك مزاج رسمي سلبي تجاه «إسرائيل».
ويعتقد الخيطان أن المسئولين الرسميين - حتى أولئك المتحمسون للمعاهدة لم يعودوا يجاهرون بحماسهم لها كما في السابق- مؤكدا أن هناك خيبة أمل لدى هؤلاء المسئولين من «إسرائيل».
وقال «البرود هو ما يميز شكل العلاقة الأردنية الإسرائيلية رغم مرور كل هذه السنوات على المعاهدة».
وتعرضت العلاقة بين «إسرائيل» والأردن خلال هذه السنوات للعديد من الأزمات بلغت ذروتها مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية العام 2000، عندما استدعت عمّان بالتنسيق مع القاهرة سفيرها في تل أبيب احتجاجا على عنف «إسرائيل» تجاه الفلسطينيين.وأعادت عمان والقاهرة سفيريهما في العام 2005.
وقال أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني إرشيد أنه ومع مرور 12 عاما على معاهدة وادي عربة «تأصل عداء الشعب الأردني لـ (إسرائيل) وزادت حدة الكراهية» مؤكدا أن هذا الأمر لا يقتصر على الأردنيين فقط بل»ويتعداه إلى الإسرائيليين الذين لم تفلح معاهدات السلام التي وقعوها مع دول عربية بإزالة عدائهم لكل ما هو عربي».
وطالب بني إرشيد بإعادة النظر في المعاهدة وقال» إنها فقدت كل مبررات وجودها وان السنين التي مضت وممارسات (إسرائيل) أثبتت للقاصي والداني أنها لا ترغب بالسلام وإن رغبتها بالسيطرة والتوسع لاتزال قائمة».
وإضافة إلى الأردن ،وقعت مصر معاهدة سلام مع «إسرائيل» العام 1978. وتقيم موريتانيا علاقات دبلوماسية كاملة مع «إسرائيل» . كما يوجد لـ»إسرائيل» ممثليات تجارية في بعض الدول العربية كما في قطر وتونس والمغرب.
يو بي آي
العدد 1514 - السبت 28 أكتوبر 2006م الموافق 05 شوال 1427هـ