كلما ازداد عدد الفضائيات العربية، تراجع مستوى مقدمي ومقدمات البرامج وأصبح الكل مرشحا ليكون بين عشية وضحاها مذيعا أو مذيعة يطل على المشاهد العربي مفلسا من الثقافة واللباقة، إذ كل المقومات المطلوبة هي ابتسامة عريضة، لا مانع من أن تتحول إلى ضحكة بين حين وآخر، إضافة إلى اتفاق مع مصمم للشعر وأحد المعارض الخاصة بالملابس، وماكيير متخصص في "رسم" الوجوه.
أصبحت مهنة التقديم مهنة من لا مهنة له، اندفع الكل نحوها يجربون حظوظهم ويتقاسمون نصيبهم من الكعكة الإعلامية الكبيرة، والمضحك المبكي أن تلك المهنة أصبحت في بعض القنوات "لعب عيال" مع الكاميرا، ومع المشاهد ومع قراءة النصوص التي ترسل عبر SMS، والمعاكسة العلنية، والتجارب كثيرة. أما خلال الدورة الرمضانية الماضية، فلقد كانت هناك تجارب لابد من رصدها، منها تجربة نجم ستار أكاديمي الذي خرج من تجربة الغناء والتمثيل والرقص ودروس الموسيقى، وأكاديمية التدريب برخصة "ألغت المواهب"، ورشحته ليكون مذيعا في تجربة سابقة على قناة "LBC"، ومذيعا هذا العام على قناة "MBC" في تجربة متشابهة تقوم على شخص يربح المشاهد مجموعة من الجوائز، وهو يضحك في تجربة ثابتة.
تجربة هشام السابقة كشفت أداء ثابتا لا يتغير، وثقافة محدودة لا ينميها صاحبها، وطريقة نمطية في الحديث، تنم عن شخصية حجمت نفسها ولا تستطيع أن تتطور في أدائها أكثر. وعلى رغم ذلك وجد من يعرض عليه تكرار التجربة.
تجربة أخرى، هي ميساء مغربي، فهي "فنانة" ذات أداء لا يخولها للنجاح في مجال التمثيل لتحقيق النجومية أو الوصول إلى مصاف الصف الأول، وعلى رغم ذلك شاهدناها أخيرا على قناة "نجوم" تطل كمذيعة أيضا لتربح المشاهدين مجموعة من الجوائز. وهي تصر على أن تتحدث اللهجة الخليجية من دون مبرر واضح.
تجربة مغربي كرست شخصية خليجية غير مقبولة، ووصلت إلى ذروة الفشل في بعض المواقف، وكشفت عن ثقافة سطحية وعن أداء يفتقد الاحترام
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1513 - الجمعة 27 أكتوبر 2006م الموافق 04 شوال 1427هـ