حكاية تراجع ترتيبنا في التصنيف الدولي ليست مدعاة للأرق أو القلق، يوم أن كان تصنيفنا متقدما ساهم البعض في تضخيم آثاره وانعكاساته، ونظم له قصائد الشعر مدحا، بل إن البعض جعله جواز مرور منتخبنا إلى كأس العالم.
انكسرت خواطرنا بالتصنيف المتأخر الحالي للمنتخب، لكنه ليس مخدرا يمنعنا من أن نستشعر انعكاسات ذلك التصنيف، وما يشكله ذلك من مصدر ضغط فني يحتاج إلى تهييء عالي المستوى، وقراءة عميقة في مفرداته، لأن الحصول على تصنيف متقدم أقل صعوبة من الاحتفاظ بمقوّماته وشروطه.
شخصيًا، أعتبر التصنيف مقياسًا لعطاء أي منتخب على أرض الواقع، فعندما كان مستوى منتخبنا في أعلى علّيين كنا في المقدمة، ولكن ذلك التصنيف المتقدم دفعنا ثمنه كثيرا بالفشل الذي أصابنا، وأوّله الخروج الحزين في اليوم الأسود، وهو الفشل الذي صنع “السقوط” والانحدار الحاد في مستوى المنتخب وتصنيفه.
ومن هنا، فإن يوم 15 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل هو الذي سيكشف إمّا عن مدى تراجعنا أكثر بكبوة جديدة، أو تقدمنا وصحوتنا التي يجب أن تبدأ من خلال مباراتنا أمام “الأزيرق” الكويتي.
أرى في التصنيف إبعاد الكبوة التي أصيبت بها كرتنا، ولكن التصنيف هو نظرة واقعية لما أصاب منتخبنا الوطني وانحدار مستواه إلى أسفل سافلين وغيرنا أصبح في أعلى عليين.
لسنا من دعاة التخويف، لكن التحذير واجب، ودراسة الموقف بدقة المعلومات والإحصائيات والتحليل العلمي هي التي توفر لمنتخبنا المزيد من المعلومات عن مستوانا، ثم في تجهيز اللاعبين بأحسن الحالات النفسية لمواجهة كل التوقعات بالعزيمة نفسها، والثقة التي هي سلاح المنتخب المعنوي قبل كل سلاح آخر.
- اليوم الأسود هو يوم السقوط للكرة البحرينية الذي صادف 2005/11/16، فهل يكون يوم 2006/11/15 هو يوم النهوض من الكبوة
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 1513 - الجمعة 27 أكتوبر 2006م الموافق 04 شوال 1427هـ