قبل أيام مضت، ذكرت الأنباء أن السفينة الحربية الأميركية « آيزنهاور» في طريقها إلى منطقة الخليج العربي، من دون ورود أي مبررات عن سبب توجهها للمنطقة، فيما نفت الولايات المتحدة تلك الأنباء.ويأتي ذلك في وقت تلا إعلان واشنطن عن مناورات بحرية وجوية مع دولتين خليجيتين مع تحفظنا على ذكر الأسماء.
ومن هنا، وجهت هذه التطورات الأنظار إلى الاستعداد لعمل عسكري كبير ربما يستهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو إجهاض المقاومة الشرسة في العراق والقضاء عليها تماماً. من جهتها، بادرت طهران بتوجيه التحذيرات والتنويهات من أن أي عمل عسكري ضدها ستكون له عواقب وخيمة،كما حذرت من خطورة المناورات الأميركية بمشاركة دول عربية.
ولم يستفيق الناس من الكابوس الأول حتى جاءت تسريبات أمس بأن المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية مهددة بهجوم جديد من «القاعدة».و أشارت البحرية الملكية البريطانية إلى نشر قوات بحرية تابعة للتحالف في الخليج العربي للتصدي لهذا التهديد «الإرهابي» البحري المحتمل على مرفأ رأس تنورة، فيما أكد مسئولون سعوديون هذه الأنباء.
وفي إثر هذه الحوادث المتلاحقة، يتبادر إلى الذهن أن الإعلان الأخير كان تنفيذاً لخطة الهدف منها حشد مزيد من القوات في الخليج، خصوصاً بعد أن أعربت أميركا عن استعدادها لتقديم أية مساعدة عاجلة تحتاجها المملكة السعودية. ولكن في ظل وجود متطرفين في المنطقة سواء من تنظيم «القاعدة» أو غيره لا يمكن إهمال فكرة أن تكون الأخطار - بحدوث هجوم على المنشآت النفطية الخليجية - صحيحة وواقعية.وهنا لا نملك الا أن نستنكر استهداف المواقع الرخوة كالاسواق والمجمعات السكنية ومصادر قوت شعوب المنطقة.
وفي المقابل لا نستبعد أن تكون هذه خطة جديدة لـ»السي آي أيه» تستهدف حشد الإمكانات بهدف غزو إيران أو تسديد ضربة استباقية لها أو رفع أسهم الإدارة الاميركية مع اقتراب الانتخابات النيابية من خلال وجود مزيد من القوات الاجنبية في الخليج.
وعلى كل الأحوال أصبحت المنطقة في كف عفريت لا أحد يتنبأ بمصيرها وأين سيكون مآلها. هجوم عسكري دولي يزيدها تعقيداً أم تصدي لتطرف جامح
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1513 - الجمعة 27 أكتوبر 2006م الموافق 04 شوال 1427هـ