العدد 1513 - الجمعة 27 أكتوبر 2006م الموافق 04 شوال 1427هـ

«بلا رحمة» اسم على مسمى

على مضض تابعنا مسلسل "بلا رحمة" قصة وبطولة وإنتاج زينب العسكري عله يلملم فتات مسلسل "عذاري" - إن جاز لنا الفرض أن الأخير هو للكاتبة نفسها - ولسنا بصدد الخوض في مهاترات بشأن أحقية القصة الأدبية فكلا الطرفين المتنازعين غنى على ليلاه متناسيا نقطة محورية تكمن في مدى "فخر" أحقية المسلسل من الأساس وهل هو عمل يستحق كل ما سبق من صراعات، موال أكل الدهر عليه وشرب وتناولته كثير من الأقلام الصحافية لتتحفنا العسكري بقصة لا تبعد عن سابقتها كثيرا سواء في المضمون أو في العرض أو في الأفكار إلا أن مفاجأتها التي انتظرها الجميع وأولهم أنا رفعها شعارات في عملها الجديد بعرض قضايا تمس المجتمع وتطرق الأبواب المغلقة، فهل تباهيها بآخر صيحات الموضة ضربٌ من الفن الأدبي أم أن تمادي الشر وتفشيه في مجتمع كالمجتمع البحريني من دون رادعٍ يعكس واقعنا فعلاً؟ والأدهى عرضها في شهر فضيل سهرات راقصة لمنتصف الليل، فهل هي الأخرى من قضايا الوطن أم أنها "حشو وملء لفراغ"؟

هل الوطن خالٍ من الهموم ليكون الشغل الشاغل للإعلام فيه التنفيس عن عقد وسايكولوجيات نفسية شخصية؟ أين الفقر والبطالة والشذوذ الجنسي وانتشار ظاهرة عبدة الشيطان والمواقع الإباحية وعصابات الاعتداء على الأطفال من اهتمامات الإعلام أم أنها ملفات لم يرفع عنها الغبار وفقاً لمبدأ "الجمهور عايز كده"؟

وما زاد الطين بلة استغلالها المثير الألم أكثر من التعاطف مع فئة من هذا المجتمع "ذوي الاحتياجات الخاصة" بكثير من السطحية والظلم، أين هو طرح هذه القضية في قضاء الطفلة جل يومها إما نائمة وإما مراقبة للطيور؟ أليس من الأجدى النظر إلى ظروف هذه الفئة صحياً ومدى توافر العناية العلاجية لها؟ أليست رسالة كل كاتب وإعلامي الوقوف عند نقاط الضعف والضرب بيد من حديد على الخطأ؟ أين نصيب التعليم والصحة والمشاركة المجتمعية لتلك الفئة من قصة العسكري العظيمة؟

وأخيراً أسدلت العسكري الستار على ما تبقى من صبر لدى الجمهور لمتابعة قصتها بمسك الختام مصورة مشهد اغتصاب الطفلة "ود" لتكون تلك المشاهد القشة التي تقسم ظهر البعير، فهل هموم هذه الفئة قليلة لتزيدها بلمستها الأدبية العظيمة لتصورها ضحية المجتمع بدل الوقوف إلى جانبها بعد أن قسى عليها القدر؟ وهل هذا هو واقع مجتمعنا فعلاً مفكك، لا إنسانياً، يتفشى فيه الشر بلا رادع، بلا أخلاق ومن دون قيم حتى مع أضعف مخلوقات الله وأحبهم إليه عز وجل "الأطفال أحباب الله"؟

يقين حسن

العدد 1513 - الجمعة 27 أكتوبر 2006م الموافق 04 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً