العدد 1512 - الخميس 26 أكتوبر 2006م الموافق 03 شوال 1427هـ

«عيدية» عراب الحوار اللبناني

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

مرة جديدة ينبري رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لمحاولة إنقاذية للوضع الداخلي المتدهور، ولاسيما أن خطوط الاتصال بين الأطراف المختلفة لم تعد موجودة، وبات الفرز أوضح من ذي قبل، حتى وإن كانت أطراف الصراع تحاول التعامي عنه، فإن الفرز أصبح طائفيا فجا منفرا.

بري الأقدر على قراءة الساحة السياسية، وكان وضع على عاتقه تقديم «عيدية» للبنانيين بعد رمضان، وللثقة التي يتمتع بها من قبل جميع الأطراف، كان اللبنانيون يترقبون مبادرة تنفّس الاحتقان السائد على الساحة، وعلّقوا آمالا على «عيدية بري» لإعادة ربط خطوط الاتصال السياسية، ما سينعكس انفراجا، ولو مؤقتا في الشارع.

كان موعد «العيدية» أمس الأول، لكنها لم تكن على قدر الآمال، والأكيد أن المشكلة ليست في بري الذي خرج على الصحافيين متجهما على غير عادته، وجادا، وهو الذي اعتاد ممازحة الصحافيين، ربما لأنه يدرك أكثر من غيره خطورة ما وصلت إليه الأمور، ويدرك أكثر من غيره أيضا أن ما يحمله للشعب، هو نفسه غير مقتنع به، لكنه مضطر للإيفاء بوعد قطعه على نفسه، لا سيما أنه «عرّاب» الحوار الوطني، و أخذ على عاتقه منذ استشهاد رفيق الحريري ضبط حدة السجال السياسي، وسحبه حين اقتضت الحاجة إلى طاولة الحوار، التي أحدثت اجتماعاتها راحة في الشارع هو بحاجة ماسة لها اليوم.

إلا أن «العيدية» لم تكن متناسبة مع الوضع المتدهور، والمبادرة الجديدة لرئيس مجلس النواب كانت دعوة إلى طاولة «التشاور» وليس الحوار، لبحث قضيتي حكومة الوحدة الوطنية وقانون جديد للانتخابات.

لا شك في أن بري اجتهد قدر المستطاع لتقديم «عيدية» تليق براعي الحوار، لكن يبدو أن الوضع المتأزم بات أكبر من قدرته، وفي حال سقطت مبادرته، فلا بد من تدخل أكبر قبل انحدار الوضع إلى خارج حدود الاحتواء.

أسئلة كثيرة تبقى منتظرة الإجابة...هل يلبّي الأقطاب الدعوة إلى الالتقاء حول (طاولة المشاورات) يوم الاثنين المقبل؟ من حيث المبدأ سيتظاهر الجميع بالحرص على مصلحة البلد ومسعى الإنقاذ. عملياً، من أوقع البلد في هذه الأزمة لا يريد أي لقاء بين الأقطاب لمحاولة الخروج منها. والذرائع والسبل كثيرة... إذا تغيّب السيد حسن نصرالله فهل سيحضر العماد ميشيل عون؟ وإذا تغيّبا معاً فهل سيحضر وليد جنبلاط? وإذا تغيّب جنبلاط فهل سيحضر سعد الحريري؟ وإذا تعذر حضور أقطاب (الباب الأول) بحجة (الوضع الأمني) وهي ذريعة مقبولة وتنطبق على الجميع، فماذا يبقى للتشاور بين أقطاب الصف الثاني؟

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1512 - الخميس 26 أكتوبر 2006م الموافق 03 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً