حمى الانتخابات النيابية المقبلة كشفت وستكشف لنا عن مواهب عدة للمترشحين في خضم صراعاتهم مع منافسيهم الآخرين، إذ بدأ المترشحون يتفننون في الفتن والإشاعات والتخريب والحرق، هذا من جهة ومن جهة أخرى، شرع المترشحون في بناء قصور أحلام للناخبين. بصراحة، الحال التي وصل إليها بعض المترشحين ذكرتني بأحد برامج «الواقع» الذي عرض على عدد من القنوات الفضائية العربية، ولاقى إقبالاً كبيراً عليه من الكبار قبل الشباب في مختلف أنحاء العالم العربي، وحاولت أن أرسم في ذهني بعض المترشحين بأسماء معينة وأتخيلهم بوجوه المتنافسين العرب في برنامج المسابقات هذا. علماً أن كلاً من المتنافسين في برنامج المسابقات والمترشحين يتشابهون في أن كلاً منهم يحاول إبراز مواهبه على طريقته.
وهؤلاء المترشحون وإن كانوا موهوبين في ابتداع الأفكار الجديدة في الضحك على ذقون الناخبين، غير أنهم لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم عبر ما يقومون به لكسب ود الناخبين وبالتالي أصواتهم. كنا نأمل في أن يكون المترشحون الذين سيمثلون شعباً بكامله أكثر ذكاءً، ويدركوا أن شعب البحرين الذي أسقط قانون أمن الدولة بشكل أو بآخر، وتمكن بدماء شهدائه من البسطاء من حفظ كرامته والضغط باتجاه تشكيل البرلمان الذي يتصارعون للحصول عليه الآن، لا يمكن أن تشترى ذمته ببضعة دنانير؛ لأن هؤلاء البسطاء أذكى بكثير من هؤلاء المترشحين وكرامتهم تأتي في المقام الأول وفوق أية محاولات لاستغفالهم من قبل أي مترشح
إقرأ أيضا لـ "أماني المسقطي"العدد 1512 - الخميس 26 أكتوبر 2006م الموافق 03 شوال 1427هـ