واصلت العقود الآجلة للنفط الأميركي في اليابان صعودها لتسجل أعلى مستوى لها في أربعة أسابيع مقتربة من 62 دولارا يوم أمس (الخميس) بعد انتعاش الجلسة السابقة في أعقاب هبوط غير متوقع في مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام ومع تنفيذ مزيد من أعضاء أوبك تخفيضات لصادرات النفط.

وقفز سعر عقود النفط الأميركي الخفيف لأقرب استحقاق شهر ديسمبر/ كانون الأول 23 سنتا أو 0,4 في المئة إلى 61,36 دولارا للبرميل في التعاملات الالكترونية عبر نظام جلوبكس بعد أن لامس فترة قصيرة 61,72 دولارا أعلى مستوى له منذ الثاني من أكتوبر.

وكانت عقود النفط الخام قفزت 2.05 دولار إلى 61,40 دولارا للبرميل يوم الأربعاء بعد أن أظهرت بيانات حكومية هبوطا غير متوقع قدره 3,3 ملايين برميل في مخزونات الخام التجارية في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي في 20 من أكتوبر/ تشرين الأول.

وكان الخام الأميركي صعد 54 سنتا في جلسة الثلثاء بعد ان أبلغت شركة بترول ابوظبي الوطنية زبائنها الرئيسيين أنها ستخفض الصادرات نحو 5 في المئة في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقال مسئول إيراني يوم الأربعاء ان إيران أبلغت أيضا زبائنها أنها ستخفض إمدادات النفط إليهم بمقدار 176 ألف برميل يوميا في نوفمبر.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أبلغت السعودية التي تأخذ على عاتقها الجزء الأكبر من الخفض الإنتاجي الذي قررته أوبك الأسبوع الماضي والبالغ 1,2 مليون برميل يوميا أنها ستخفض إمداداتها في نوفمبر.

وقال مسئول نيجيري ان شركة النفط الوطنية في نيجيريا ستواصل خفضا إنتاجيا قدره 5 في المئة كانت بدأته بشكل طوعي في أكتوبر.

صعود مع تراجع المخزونات الأميركية

واصلت أسعار النفط الخام صعودها مقتربة من مستوى 62 دولارا للبرميل يوم أمس في أسواق سنغافورة عند أعلى مستوياتها في نحو شهر في أعقاب هبوط غير متوقع في مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام ومع ظهور مزيد من العلامات على أن أوبك ملتزمة بتنفيذ تخفيضات معروض النفط.

وفي الساعة 06:27 بتوقيت غرينتش زاد سعر عقود النفط الأميركي الخفيف لشهر ديسمبر كانون الأول 21 سنتا إلى 61,61 دولارا للبرميل في التعاملات الالكترونية مرتفعا لليوم الثالث على التوالي وبعد أن زاد في اليوم السابق 3,5 في المئة مسجلا أعلى زيادة في يوم واحد خلال سبعة أشهر.

وفي لندن زاد سعر برنت 13 سنتا إلى 62,18 دولارا للبرميل.

وكانت عقود النفط الخام زادت يوم الأربعاء لأعلى مستوياتها منذ الثاني من أكتوبر بعد أن أظهرت بيانات حكومية أمريكية هبوطا غير متوقع قدره 3,3 ملايين برميل في مخزونات الخام التجارية في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي في 20 من أكتوبر.

ويرجع الهبوط الأكبر من المتوقع في مخزون النفط الخام في أكبر مستهلك للنفط في العالم إلى إغلاق ميناء لويزيانا أكبر منشاة لاستيراد النفط في البلاد لثلاثة أيام بسبب سوء الأحوال الجوية.

الكويت تخفض إنتاجها مئة ألف برميل

قال مصدر من مؤسسة البترول الكويتية أمس (الخميس) إن الكويت ستخفض إنتاجها النفطي بمقدار مئة ألف برميل يوميا اعتبارا من الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل تمشيا مع خفض أعلنته أوبك لامدادات المنظمة.

ولم يورد المصدر بيانات عن حجم إنتاج الكويت الراهن الذي يعتقد انه يبلغ نحو 5،2 ملايين برميل يوميا.

شكوك بشأن التزام الإمارات بخفض أوبك

قال متعاملون يوم الخميس ان الإمارات العربية قد لا تتمكن من الالتزام بخفض إمداداتها بمقدار مئة ألف برميل يوميا ما لم تمد ابوظبي الخفض الذي أعلنته هذا الأسبوع ليشمل الإمدادات من حقلي زاكوم السفلي وزاكوم العلوي.

وأبلغت شركة بترول ابوظبي الوطنية (ادنوك) المنتجين والمشترين هذا الأسبوع بأنها ستخفض صادراتها من حقل مربان الرئيسي وحقل ام الشيف الاصغر حجما لكنها لم تذكر زاكوم السفلي وزاكوم العلوي اللذين يمثلان نحو ثلث إنتاج البلاد.

وابلغت ادنوك شركائها الذين يملكون حصة 40 بالمئة من إنتاجها البالغ ما بين 1,4 و1,5 مليون برميل يوميا بخفض قدره خمسة في المئة من حقل مربان في نوفمبر.

وقالت كذلك انها ستخفض مبيعاتها من حقل ام الشيف البحري الذي ينتج نحو 200 ألف برميل يوميا بمقدار خمسة في المئة.

ويمثل إجمالي هذه التخفيضات ما بين 55 و65 ألف برميل يوميا.

ولكن مصافي النفط والمشترين لخام زاكوم السفلي والعلوي لم يبلغوا بأي خفض.

ومن دون خفض إنتاج زاكوم تكون أبوظبي قد التزمت بما يقل بنحو 35 او 45 ألف برميل يوميا من نصيبها البالغ مئة ألف برميل يوميا من الخفض الذي قررته أوبك البالغ 1,2 مليون برميل يوميا للمنظمة. وضخت ابوظبي نحو 2,6 مليون برميل يوميا في سبتمبر أيلول لتصبح الإمارات ثالث أكبر منتج في المنظمة.

ليبيا تخفض صادراتها لـ 72 ألف برميل

قالت مصادر في شركة النفط الوطنية الليبية يوم الخميس ان ليبيا ستخفض إنتاجها من النفط بواقع 72 ألف برميل يوميا اعتبارا من أول نوفمبر تشرين الثاني.

وامتنعت المصادر عن تحديد مستوى إنتاج النفط ألفعلي الذي ستخفض ليبيا منه. وفي 20 أكتوبر تشرين الأول قدر مسئولو أوبك إنتاج ليبيا من النفط في سبتمبر أيلول بواقع 1,723 مليون برميل يوميا مقارنة مع حصتها الرسمية البالغة 1,5 مليون برميل يوميا.

ويأتي هذا القرار تنفيذا للقرار الذي اتخذته الدول المصدرة للنفط (أوبك) في الدوحة بتخفيض الإنتاج بمقدار 2،1 برميل في اليوم».

وتضم ليبيا اكبر احتياطي نفطي في إفريقيا. ويقدر احتياطيها المثبت بـ 36 مليار برميل وقد يصل إلى مئة مليار على ما تفيد طرابلس التي تستعد لاستثمار ثلاثين مليار دولار في غضون عشر سنوات لزيادة إنتاجها النفطي.

وتطمح طرابلس إلى تحسين قدراتها الإنتاجية لتصل في المستقبل إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا.

أسعار النفط الحالية «مبالغ فيها

قال رئيس وكالة الطاقة الدولية كلود مانديل يوم أمس أن أسعار النفط الحالية التي تزيد على 60 دولارا للبرميل مرتفعة جدا وتضر الاقتصاد العالمي. وقال مانديل لراديو بي.اف.ام ألفرنسي «هذا المستوى (السعر) مبالغ فيه بشدة».

وأضاف« إن أسعار النفط الحالية التي تزيد على 60 دولارا للبرميل مرتفعة جدا وتضر الاقتصاد العالمي». وهون مانديل من أهمية تراجع المخزونات الأميركية وأرجعه إلى إغلاق لمدة ثلاثة ايام لميناء رئيسي تتدفق منه واردات النفط.

وقال «هذا لا يعني شيئا على الاطلاق. الميناء الرئيسي لواردات النفط في الولايات المتحدة... اغلق لمدة ثلاثة ايام بسبب سوء الاحوال الجوية.» وتدعمت أسعار النفط كذلك بالمزيد من الدلائل على التزام أوبك بتعهداتها بخفض إنتاج المنظمة 1,2 مليون برميل يوميا وهو أول خفض تعلنه المنظمة منذ أكثر من عامين. وقال مانديل «من وجهة نظر أوبك يتعين عليهم توخي الحذر... هذه أسعار تضر بالاقتصاد وخصوصا اقتصادات الدول الاقل نموا». وأضاف مانديل انه قلق من الا تكون روسيا تستثمر ما فيه الكفاية في مجال إنتاج الطاقة على الرغم من احتياطياتها الكبيرة.

وأضاف «المشكلة ليست في الاحتياطيات... الاستثمارات غير كافية»