العدد 1511 - الأربعاء 25 أكتوبر 2006م الموافق 02 شوال 1427هـ

حكايات «بُسبس» الانتخابية 2

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

على رغم أنني حذرت «بُسبس» من حملاتها المسعورة لتلطيخ سمعتها، بل وحتى شرفها، فإنها أصرت إصراراً كبيراً وألحت إلحاحاً عظيماً على فضح الجمعية الإسلامية حتى النهاية!

تقول «بُسبس»: إن الجمعية الإسلامية المقصودة التي تتحدث عن النقاء والشرف، والدفاع عن الشريعة الإسلامية ودرء المفاسد، وتكثير الخير، هي ذاتها تمارس أكبر مفسدة في تاريخ الوطن، إذ تسعى من خلال مريديها بالكذب والترويج غير اللائق وإثارة النعرات الطائفية بين الناس الآمنين المطمئنين.

القصة التي روتها «بُسبس»، وأطلعتني على أدلتها العينية وشاهدتها بنفسي ومنها رسائل تتداول بين الناس تلطخ شرفها وتشوه سمعتها. هذه الرسائل تخاطب غرائز الناس العاطفية، وتارة أخرى تدعو إلى إثارة العاطفة الطائفية وتوتير النفوس.

وتضيف «الغلبانه» بُسبس أنه في إحدى المرات قامت إحدى الجهات النافذة في البلاد بصرف مبلغ يقدر بمئة ألف جنيه، تم اقتطاع خمسة آلاف منها للجمعية الإسلامية، والباقي للمرشح النيابي، الذي لم يتردد في صرفها في أوجه الصرف المعتادة، أي شراء ذمم الناس! بالله عليكم أي تكافؤ للفرص وحيادية ونزاهة في الانتخابات في ظل هذه السلوكات السياسية؟!

والسؤال الذي أطرحه نيابة عن «بُسبس» وموجه لمولانا الشيخ: هل دفع أموال أثناء الانتخابات هو رشوة أم مساعدة لوجه الله؟! أرجو الإجابة بـ «نعم» أم «لا» فقط، وعدم «الحيده» عن السؤال! استخدام المال العام المقدم من إحدى الجهات لإحدى الجمعيات والمرشحين هل هو استخدام للمال السياسي وفساد ذمم أم لا؟! ماذا سيقدم للوطن والمواطنين من وقع على رصيد بيع ذمته لجهات معينة في الدولة؟!

هذا الشيخ يدعي أنه لم يوزع رشا سياسية وإنما قدم مساعدات اجتماعية، والجميع يعلم أنها رشوة قدمها صاحبنا لجهات معينة، ودفع جزءاً منها لرجل يلهث خلف الدرهم والدينار وإلى من يدفع أكثر! وذلك مقابل شراء أصوات الناس في المنطقة!

هذا السلوك السياسي، أين موقعه من تعاليم الإسلام؟! لا شك أن من يتبنى هذا السلوك ويرعاه هو بالضرورة ساقط شعبياً ومعنوياً أمام الناس العقلاء. ولا شك في أن هذا هو طريق الندامة؛ سواء أفاز هذا المرشح أم لم يفز في الانتخابات. وهو سلوك سياسي ممقوت ولا سبيل لقبوله.

تقول «بُسبس»: إنهم يخاطبون البطون بدلاً من العقول! وفي بلد يرزح غالبية سكانه تحت خط الفقر فإن المال السياسي يفعل فعله. أياً كان الأمر فإن الرشاوى مرفوضه. فليس من الإسلام في شيء دفع رشا وشراء ذمم الناس. وأنا أقول لـ «بُسبس»: أجرك على الله يا «حاجه» بُسبس، والله المستعان!

«عطني إذنك»...

أرشدني الأخ عاطف سمير إلى خطأ ورد في الحلقة الأولى من «حكايات بُسبس الانتخابية1»، إذ كتبت كلمة «كدع» بالكاف بدلاً من «جدع» بالجيم. ملاحظة الأخ عاطف في مكانها. إلا أنني رأيت استخدام «الكدعنه» بالكاف وليس «الجدعنه» بالجيم نظراً إلى لفظ البحرينيين للكلمة. وعلى أية حال، «فالجدعنه» أو «الكدعنه» تؤدي إلى المعنى نفسه وإن اختلف المبنى. وإلى الأخ عاطف، في البحرين لدينا كلمة قريبة لفظاً من الكدع أو الكدعنه أو الجدع أو الجدعنه وهي «الكدوع» وهو طعام يقدم للضيوف، وخصوصاً في العيد. وكل عام وأنتم بخير وعساكم من عواده

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1511 - الأربعاء 25 أكتوبر 2006م الموافق 02 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً