العدد 1511 - الأربعاء 25 أكتوبر 2006م الموافق 02 شوال 1427هـ

أولمرت يضع مستقبل حكومته على المحك عبر التحالف مع ليبرمان

يرى محللون أنه عوض تثبيت وضع حكومته الذي اهتز بعد الحرب في لبنان، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت يعرضها للخطر عبر التحالف مع حزب «إسرائيل بيتنا» بزعامة افيغدور ليبرمان من اليمين المتطرف. وقال الكاتب في صحيفة «جيروزالم بوست» عاموتس اسا-ال إن «هذه المقامرة» ستفقده أي دعم من حلفائه اليساريين. وتابع «هذه محاولة يائسة أخيرة من قبل اولمرت للحفاظ على قبضته على النظام السياسي، وهي لن تنجح. ما ستفعله هي استفزاز حزب العمل بشكل كبير، وهو شريكه الأساسي في التحالف القائم».

وذكر اسا-ال «خاض اولمرت الانتخابات على أساس شعار معتدل بامتياز، هو الانسحاب الأحادي الجانب من الضفة الغربية»، وتابع «أن يبدأ المرء هناك لينتهي إلى جانب غلاة المتطرفين الإسرائيليين أمر سخيف». ويكشف الاتفاق مع ليبرمان هشاشة وضع اولمرت السياسي بعد فشل الحرب التي شنها في لبنان.

ورئيس حزب «إسرائيل بيتنا» من مستوطني الضفة الغربية المعارضين بشدة لسحب المستوطنين منها بالقوة، وهو نجم صاعد لدى اليمين الإسرائيلي.

وواجهت حكومة اولمرت سلسلة من الانتقادات العلنية بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها الأساسية خلال الحرب على حزب الله اللبناني، التي رافقتها عدة فضائح تورط عدد من كبار المسئولين فيها.

وبدا حزب العمل متململا أصلاً من سياسة الحكومة المالية إذ تركز توجهات اولمرت على تحويل الأموال من المسائل الاجتماعية إلى الإنفاق على الموضوعات الأمنية.

وبعد أن رأى نفسه وسط ائتلاف حكومي مهتز يعاني من صعوبة في تأمين موافقة البرلمان على مشروعات الموازنة، توجه اولمرت إلى ليبرمان على أمل الحصول على دعم سياسي. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة تل أبيب جدعون دورون «كان على اولمرت أن يقوم بتحرك ما لو أراد لهذه الحكومة الاستمرار ليوم آخر».

بيد أن المحللين يحذرون من أن خطوة اولمرت قد تهز الوضع الحكومي بدل تعزيزه، ولاسيما إذا دفعت حزب العمل صوب الخروج من الائتلاف مع حزب اولمرت «كاديما».

ويعتبر اسا-ال أن العمل سيغادر الائتلاف ما سيحرم الحكومة من تأييد 19 نائباً في «الكنيست»، ليفقد اولمرت بذلك تأييد الغالبية من الكنيست ويطيح عمليا بحكومته. وقال اسا-ال «بدأ العد العكسي بالنسبة الى رحيل حزب العمل، وما أن يحصل ذلك، لن يعود أمام اولمرت من خيار يسمح له بدعم حكومته». وذهب عدد آخر من المحللين الآخرين في الاتجاه عينه. هكذا يحذر أستاذ العلوم السياسية دورون من أن اولمرت ادخل عدداً كبيراً من اللاعبين إلى الحلبة عبر توسيع الائتلاف. وتابع «يعتقد البعض أنه إذا تم توسيع الائتلاف الحكومي فهو يصبح أكثر استقراراً، بيد أن الأمر غالباً ما يدخل المزيد من التوتر والصراع بين أعضاء التحالف. هناك عدة مشكلات قادمة على الطريق».

ويبدو أن الأفق السياسي أصبح غير واضح إذ إن ليبرمان المؤيد للمستوطنين والمتشدد مع الفلسطينيين والليبرالي في المسائل الاقتصادية يمثل النقيض التام لمواقف العمل.

وانتقد القادة العماليون هذا الاتفاق ودعوا الى استقالة أعضائه من الحكومة إذا انضم ليبرمان فعلاً إليها. وقال وزير الثقافة الحالي عوفير بينيس (الثلثاء) إن «تعيين ليبرمان في الحكومة يشكل خطراً استراتيجياً على إسرائيل».

وتابع «لا ينبغي على حزب العمل أن يكون جزءاً من هذا الموضوع. سأقوم بكل شيء كي لا يكون الحزب جزءاً من ائتلاف مشابه».

وفي حين لم يفهم البعض قرار ليبرمان الانضمام إلى حكومة تجمع خصومه السياسيين، يرى بعض المحللين انه يسعى الى تلميع صورته أمام الرأي العام الإسرائيلي من ضمن سياق يأمل في أن يوصله إلى رئاسة الحكومة في المستقبل.

وقال ديان ديكر، وهو محلل سياسي من «جيروزلم سنتر فور بوبليك افيرز» إن «الأمر قد يبدو غريباً لأنه من اليمينيين المتطرفين وهو ينضم لحكومة حمائم، بيد أن الذين تابعوا مساره السياسي يعرفون أن الأمر ليس مفاجأة كبرى».

ويسعى ليبرمان الذي طالب في مايو/ أيار الماضي بإعدام النواب العرب الإسرائيليين الذين يتعاونون مع «حماس» عبر الانضمام إلى اولمرت وحزب العمل، إلى التخفيف من المخاوف التي يثيرها في أذهان الإسرائيليين المعتدلين.

تشارلز ليفنسون

العدد 1511 - الأربعاء 25 أكتوبر 2006م الموافق 02 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً