العدد 1511 - الأربعاء 25 أكتوبر 2006م الموافق 02 شوال 1427هـ

أولمرت من العالم العربي

استبعد رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت مجددا هذا الأسبوع إمكان الدخول في أية مفاوضات سلام وشيكة مع سورية، وقال عوضا عن ذلك إنه من المهم جدا بناء « أرضية مشتركة » مع الأنظمة العربية المعتدلة من أجل تحقيق خرق في المفاوضات مع الفلسطينيين. وكان أولمرت يناقش الوضع الحالي في محاضرة أمام مركز إدارة «إسرائيل» في تل أبيب الاثنين الماضي.

وشدد على أن المفاوضات مع سورية « ليست واقعية في هذه الأيام. أنا مقتنع بذلك. لدي أسباب جدية تدفعني للاعتقاد أنها ليست واقعية «. وكان الرئيس السوري بشار الأسد دعا في مرات عدة إلى مفاوضات سلام ومزج هذه الدعوة أحيانا مع تهديد باللجوء إلى العنف ما لم تسفر المباحثات عن نتائج. ولم يفصح أولمرت عن الأسباب التي تدفعه إلى الاعتقاد أن المفاوضات «غير واقعية» وترك للمستمعين الحكم على استنتاجه. والتفسير الممكن هو أن أولمرت يدرك أنه لا توجد أية فرصة للوصول إلى أرضية مشتركة مع سورية حاليا، وخصوصا أنه منذ أن اعتقد أعداء «إسرائيل» أن الدولة العبرية ضعفت نتيجة لخسارتها الحرب مع حزب الله، فإن سورية، التي كانت دائما مفاوضا عنيدا، ستكون أقل استعداداً لتقديم أي تنازلات.

وبحث مركز الدراسات الوطنية الاستراتيجية التابع لجامعة تل أبيب خلال الأسبوع الجاري طريقة تفكير الأسد. وكتب الباحث أيمن منصور مقالا قال فيه إنه بسبب اعتقاد العالم العربي والإسلامي أن «إسرائيل» خسرت الحرب، فإن سورية تحاول « البدء بسياسة لتغيير الوضع القائم في علاقاتها مع «إسرائيل».

ويعتقد الكثير من المسلمين أن نتيجة الحرب كانت «أكبر هزيمة استراتيجية لـ»إسرائيل»: «منذ حرب يوم الغفران في العام 1973 وخلال 33 يوماً من المعارك في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب الماضيين، فشلت «إسرائيل» في تدمير البنية التنظيمية والهيكلية لحزب الله. واعتبر ذلك مؤشرا على أن «إسرائيل» ضعيفة وقد تضعف أكثر من خلال العنف والإرهاب.

وقال منصور إن سورية تفضل تحقيق أهدافها من خلال المفاوضات، وخصوصا أنها تعتقد الآن أنها تراهن على إيران وحزب الله وأنهما في موقع قوة. وبالتالي، اعتقد الأسد أن بإمكانه تقديم أقصى مطالباته: انسحاب إسرائيلي كامل من هضبة الجولان التي احتلتها «إسرائيل» في العام 1967، الحصول على منفذ على بحر الجليل، وتنازلات للفلسطينيين.

وإذا لم تكن هناك مفاوضات أو في حال فشلها، يعتقد المراقبون أن سورية أمام خيار ثان وهو أن دمشق تلجأ إلى استخدام تكتيكات حزب الله والتي نجحت من وجهة نظر العرب.

وشعر القادة الإسرائيليون في الكثير من الحالات أن عليهم اختيار ما إذا كان عليهم التقدم على المسار السوري أو الفلسطيني. وكما كانوا مترددين في السابق للتقدم على المسارين في وقت واحد، أشارت تعليقات أولمرت الاثنين الماضي إلى أنه لا يختلف عنهم.

وقال أولمرت « أشعر بقلق كبير من أن بعض أولئك الذين يقترحون عقد هذه المفاوضات مع سورية... لن يحققوا سوى شيء واحد... قد يجمدوا إمكان إحراز تقد م في الحلبة الأهم بالنسبة الى دولة «إسرائيل»، التي كانت وستبقى في المستقبل، الحلبة الفلسطينية «.

وبدت هذه التصريحات غريبة على اعتبار أنه لم توجد أية مفاوضات إسرائيلية مع الفلسطينيين منذ سنوات عدة. لقد فشل الفلسطينيون في تشكيل حكومة مستقرة ويبدون الآن على وشك الدخول في أسوأ المعارك بين حركة فتح وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

جوشوا بريليانت

صحافي في وكالة الأنباء العالمية

العدد 1511 - الأربعاء 25 أكتوبر 2006م الموافق 02 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً