العدد 1510 - الثلثاء 24 أكتوبر 2006م الموافق 01 شوال 1427هـ

الحلم السينمائي البحريني إلى أين؟

محمد آل حيدر comments [at] alwasatnews.com

-

ذكرت في مقال سابق حمل عنوان «الحلم السينمائي إلى أين؟» الذي أشرت فيه إلى الصعوبة التي يتكبدها الباحث بسبب قلة ما كتب عن تاريخ سينما البحرين منذ بداياته ومراحل تطوره ونموه، والصعوبات التي لحقت به، فأخذت على نفسي أن أقف مع القارئ على الحلم السينمائي في البحرين... بدايته وتطوره، في محاولة لجمع بعضه بين يدي القارئ.

تعايش المواطن البحريني مع الحركة السينمائية حول العالم فيما الحركة السينمائية البحرينية والخليجية باتت لا تراوح مكانها إلا من المحاولات التي لا تقتصر على التجارب الشخصية، وفي محاولة بين التلقي والمشاهدة، بين التعاطي والنقد، بين التجارب والانسياب، إلا ما عرضت ذكره من تجارب حقيقية لإنتاج أعمال سينمائية حقيقية في عقد الستينات من القرن الماضي وما لحقها، ومازلت أحاول البحث عن مراحل البداية لأدونها وأنقلها إلى القارئ.

والحقبة التي أحاول تدوينها تبدأ من بداية أول عمل إلى العام الجاري 2006، الذي نشهد فيه حراكاً سينمائياً جميلاً جداً، انتاجات على المستويات المحلية والخليجية والعالمية، والذي يحرك من خلاله الكوادر الفنية ويكتشف المواهب والمقدرات ويحفز الآخرين على العمل والتنافس وإنتاج المزيد.

هذه الحركة التي تمثلها من ناحية القياس، حركية فترة عقد السبعينات وما للسينما البحرينية حيث أنشأت سينما أوال أفلاماً قصيرة وبعدها تبدأ حقبة جديدة، ومراحل من مراحل الحراك السينمائي الجميل من عمليات الإنتاج البحرينية إذ انطلقت الوجوه الجديدة والشابة لعمل بعض الأفلام القصيرة التي تعد محاولة على أول الطريق.

مع مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي دخلت السينما في البحرين مرحلة جديدة ونوعية، فقد ساهم التراكم والمحاولات السابقة في خلق الأرضية لأن تتجاوز السينما المحاولات السابقة والقيام بعمل متميز يواكب التطورات الفنية والتقنية في قضايا الفن السينمائي.

وبهذه البدايات والمحاولات التي لا أحب أن أسميها «مجرد محاولات» بل هي «بداية صناعة الإنتاج المحلي السينمائي البحريني»، فإن هناك ما ينبئ عن القدرة على صناعة في الفن السينمائي وإنتاجه إنتاجاً مميزاً، وإمكان العمل على الإنتاج وتواصله لحد اليوم ما هو إلا دليل على تنامي القدرات والإصرار على تمثيل البحرين صورة من صورة التقدم والحضارة والرقي في صناعة من أصعب الصناعات.

فاليوم وفي ظل كل هذا التطور يصعب علينا حصر مؤسسات الإنتاج السينمائية في العالم، ولكن بالنسبة إلينا في البحرين فلدينا القليل القليل منها. مؤسسات كمؤسسات تعمل على صعيد التنافس المحلي والعالمي وتأخذ بالكوادر العالمية في عمليات الإنتاج العالمي التي وصلت إلى مراحل متقدمة جداً، نلاحظ عليها مجاراتها ومنافستها المؤسسات الإنتاجية التي توازيها في الإنتاج ولا تنظر إلى المؤسسات العالمية بنظرة تنافسية بل بنظرة إكبار ولا تقلل من شأنها، ولكن لو تحركت مؤسساتنا الإنتاجية البحرينية نحو التنافس مع كبريات المؤسسات الإنتاجية العالمية لكان لنا السبق في مثل صناعة الإنتاج العالمي اليوم وتصدير الإنتاج السينمائي البحريني إلى العالم.

نعلم كم هي عالية جداً صناعة الفن السينمائي، ونعلم أيضاً كم هي عالية جداً أجور الكوادر الاستشارية والفنية والعلمية للفن السينمائي، ولكن نعلم أيضاً أن هناك صوراً كثيرة من صور الشراكة والتكافل والأسهم أحياناً ما في تأسيس مؤسسة إنتاج سينمائي توازي المؤسسات العالمية في إنتاجها، لا أن يبقى إنتاجنا مقتصراً على تداول وتكرار التراجيديا والصور المحزنة من المجتمع.

فكوادرنا البحرينية فيما لو أتيحت لها الفرصة فإنها ستحقق ما لم تحققه الكوادر في «هوليود». هكذا تكلم معي أحد البحرينيين الذين يدرسون في «مارلوا»، إذ قال: «لدي مشروع متكامل من فكرة المؤسسة إلى الإعداد لعمل 20 مشروعاً سينمائياً مستقبلياً، وقمت بتقديمه في رسالة الماجستير إلى الجامعة التي رحب بالرسالة ونلت من خلالها شهادة التخرج التي حفزت أحد مسئولي الجامعة على عمل اتفاق معي لتأسيس هذه المؤسسة في البحرين... لكن اهتماماتي المستقبلية لم تكن في هذا الصدد». هذا نموذج من النماذج التي يمكن توظيفها لصناعة الإنتاج السينمائي الراقي

العدد 1510 - الثلثاء 24 أكتوبر 2006م الموافق 01 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً