يبدو أن «الوفاق» تتجه في بعض الدوائر الانتخابية البلدية إلى حافة الانزلاق في المحظور الذي ربما يربك استراتجيتها ويخلط أوراقها وحساباتها، ففي «خامسة الوسطى» هناك تحفظات كبيرة على مرشحها رضي مدن، وفي «خامسة العاصمة» هناك انقلاب محتمل على مرشحها سيدجميل الغريفي في حال ما إذا سجل اسمه للترشح عن هذه الدائرة، ليتكرر سيناريو العام 2002 عندما فاز سيديوسف هاشم على مرشح «الوفاق» حسين نجم. «الوفاق» استأثرت في الدورة السابقة برئاسة ثلاثة مجالس بلدية (الوسطى، الشمالية والعاصمة) لأنها تمكنت من إدخال 21 عضواً بلدياً من منتسبيها، وبالتالي سعى هؤلاء الذين حازوا معظم مقاعد المجالس البلدية الثلاث المذكورة إلى الرئاسة وطبقوا أجندة جمعيتهم بحذافيرها وترأسوا أهم اللجان، غير أن الوضع تغير حالياً فالدوائر العشر أصبحت ثماني في العاصمة وتسعاً في كل من الوسطى والشمالية وثمانية في المحرق وستة في الجنوبية ما يعني فقد مقاعد مهمة ربما تقلب الموازين لغير صالح «الوفاق».

«وعد» و»الأصالة» و»المنبر» دخلوا على الخط ودفعوا بمرشحيهم إلى البلديات، هذا خلاف عدد لا بأس به من المستقلين الذين لا تقل حظوظهم عن المدعومين. والقصد هو أن الخيارات باتت واسعة وغير محصورة على حزب أو جهة من دون أخرى، يفترض الآن من «الوفاق» ككيان أن تبتعد عن أسلوب الفرض وبسط النفوذ على الشارع المؤيد لها لأنها بذلك ستخسر مقاعد هي أحوج إليها لتطبيق استراتيجية لم تضعها بالأمس بل منذ فترة طويلة