«لم يبق من الثورة إلا ذكرها» هذا الشعار قد يكون صحيحاً ولكن قبل مجيء الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد على سدة النظام الإيراني، فالرئيس الجديد أعاد للإيرانيين وخصوصا الغالبية الشبابية التي لم تعاصر زمن الإمام الخميني جذوة الثورة وكأنها حركة لم تمض عليها سوى شهور قلائل. نعم لا شيء في إيران الآن يوحي بأن الرئيس المدعوم من قوى المحافظين التي يقال إنها تحضى بدعم مرشد الجمهورية الإسلامية السيدعلي الخامنئي استطاعوا أن يتركوا بصماتهم المتشددة الخاصة على الشارع الإيراني على رغم سيطرتهم على الحوزات الدينية وسلطات القضاء والإعلام.
الحجاب الذي يعد إلزامياً بعد الثورة التي قادها الإمام الخميني في العام 1979 لم يعد كافياً للمعارضة الإيرانية(المقيمة في الولايات المتحدة وأوروبا تحديداً) لاتهام النظام الإسلامي بمصادرة الحرية الشخصية، فجولة واحدة في شوارع كبرى المدن الإيرانية سواء كانت العاصمة طهران أو شيراز أو أصفهان أو حتى مشهد تنفي هذه الفرضية تماماً، فالحرية الشخصية التي يتمتع بها الإيرانيون تفوق ما هو موجودة عليه في أي بلد مجاور.
في إيران لا يلحظ المرء وجوداً لأي مظاهر رسمية تحجر على الناس حرياتهم على رغم أن الهوية الإسلامية هي التي أرتكزت عليها الثورة التي بلغت 27 عاماً من عمرها، فدور السينما تعج في إيران بآخر الأفلام العالمية المحظورة حتى في بعض الدول الرأسمالية، وما يتم منعه من العرض تجده يباع بأثمان زهيدة في الطرقات‡
إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"العدد 1509 - الإثنين 23 أكتوبر 2006م الموافق 30 رمضان 1427هـ