عكست المباراة الجماهيرية الكبيرة التي أقيمت أمس الأول بين قطبي الكرة الإسبانية الفريق الملكي ريال مدريد والفريق الكاتلوني برشلونة انقلابا في وضعية الفريقين محليا.

ففي الوقت الذي سيطر فيه برشلونة على الكرة الإسبانية خلال المواسم الثلاثة الماضية وتوّجها بفوزه ببطولة الدوري الأوروبي، كان الريال يعيش أحلك ظروفه في ظل تراجع مخيف في مستواه وانهيار إداري أدى إلى استقالة الرئيس المشكلة فلورنتينو بيريز.

أمس الأول تغير الوضع وانقلبت الآية، إذ يبدو أن برشلونة هو الذي بدأ الدخول في عالم المجهول بعد خسارتين مؤلمتين أمام تشلسي في دوري الأبطال الأوروبي وريال مدريد في الدوري المحلي، في حين أن الريال بدأ يسير على ما يبدو في الطريق الصحيح تحت قيادة المدرب العبقري الإيطالي كابيللو، الذي عرف كيف يعيد للفريق رونقه، وكيف يعرّف اللاعبين حجمهم وقدرهم الحقيقي من خلال إجلاس أشهر نجوم الفريق على مقاعد البدلاء.

برشلونة على العكس من ذلك بدأ يتسرب إليه مرض الريال القديم من خلال وجود أسماء شهيرة لكن من دون مردود إيجابي داخل الملعب، فلا رونالدينهو ولا زامبروتا ولا غودينسون ولا ديكو ولا تورام فعلوا شيئا في تلك المباراة، بل كانوا في كثير من فتراتها عالة على فرقهم.

على مدرب برشلونة ريكارد العمل بجد في الوقت الحالي لتدارك أوضاع الفريق قبل استفحالها، وعليه الحزم مع الأسماء الشهيرة، فإذا لم تؤدِ المطلوب منها فيجب إجلاسها على مقاعد البدلاء، وإلا فإنه سيدفع ثمنا غاليا إذا استمر الوضع على حاله. غياب القناص ايتو ورحيل المبدع السويدي لارسن ترك هجوم برشلونة من دون حراك، ومن دون تأثير حقيقي، وإذا لم يضم الفريق مهاجمين حقيقيين في عطلة الشتاء، فلن يكون للفريق وجود على خريطة المنافسات المحلية والأوروبية