العدد 1508 - الأحد 22 أكتوبر 2006م الموافق 29 رمضان 1427هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

أيْ ربي

ويا مبتغى كل ذي مطلبِ

ويا من لذي حاجة منتهاه

فمثله لم يعط أو يهب

إذا ما دعوناه، فهو المجيب

ومن ذا دعاه، فلم يجب؟

فعن علمه ذرة ما تغيب

وأصغر ما كان لم يعزب

أتاك المسيء، أيا مرتجاه

يغص من الدمع والكرب

خليَّ الوفاض، الا من صلاة

تناهت إليك، ومن قرب

وتمتد نحو سماك يداه

لغيرك وجهه لم ينصب

إذا فر منك، يفر إليك

فهل لسوى الله من مهرب؟

وتوشك مدته بانقضاء

ولم يتأهب، ولم يرقب

وكاهله مثقل بالذنوب

فهلا ترفقت بالمذنب؟

وقد أتعبته الخطايا، فهلا

تجاوزت عن منهك متعب؟

وقلب له أوهنته الحياة

بزخرفها الخادع الكذب

فهلا أزلت القساوة عنه

أحلت النحاس إلى ذهب!؟

وأحللت فيه السكينة حتى

يعافى من السقم والعطب

وأحييته بالهدى والخشوع

وتقواه يا ليت لم يسلب

وحولته من غليظ كنود

إلى قانع وادع طيب

لتقبل منه الصلاة، ويسمو

دعاه إلى العالم الأرحب

ويصبح دمث السجايا، رؤوفا

عطوفا على الأهل والأقرب

وبرا بمن ربياه صغيرا

رحيما بأم له وأب

بمن سهرا كي ينام قريرا

وجدَا ليهنأ باللعب

وجاعا لكي يطعماه ،ويسقى

وهم يظمآن من اللغب

ويحسن للمؤمنين الذين

هم أخوة الدين والمشرب

ويرحم ذا حاجة ويتيما

يحن إلى العطف والحدب

وهب لي أيا رب عينا تفيض

بدمع، وليست كما الحصب

أواسي النبي بها في خطوب

ألمت بأبنائه النجب

وقد أذهب الرجس عنهم، وزالت

بعصمتهم حلكة الريب

وأوصى بهم ربهم في كتاب

مصان من الغدر في الكتب

فيا رب لا تنزعن هواهم

حلاوة حبهم الأعذب

أذقنيه يا رب حين الممات

وحين أوسد في الترب

ويا رب فاختم بذلك عمري

وأصلح بذياك منقلبي

معصومة المهدي


أهلاً بك يا عيد

عدت يا عيد...

عدت إلينا من جديد...

بنفحاتك النورانية، ونسماتك الإيمانية، بعبير البهجة في كفيك، بسحب الرحمة في طيات عباءتك، بالفرحة البريئة تملأ وجهك الصَبِوح، بكل معاني الحب والسلام والجود والعطاء.

عدت يا عيد...

لم تخلف وعدك أو موعدك...

على رغم الأسوار التي تحجبنا عنك، والحواجز في طريقك إلينا، والحدود التي تفصل بيننا.

عدت يا عيد...

عدت وما تهيأنا بعد لقدومك، ما أعددنا أنفسنا لاستقبالك، فمازالت الوجوه شاحبة، والعيون باكية، والضحكات ميتة، والفرحة مبتورة، والأحلام مسروقة، والآمال مشنوقة على جدران انكساراتنا.

عدت يا عيد ومازال الأقصى في الأسر يئن، وبغداد تجاهد لتضميد جروح اغتصابها، وأمتنا تنعى حالها...

عدت ومازلنا غرباء في أوطاننا، غرباء في ديارنا.

عدت يا عيد...

عدت وفي القلب ما فيه من الأحزان، وفي النفس ما فيها من الهموم... تسكننا إحباطاتنا، وتكسرنا جروحنا، ويفرقنا شتاتنا... تظللنا غيوم قاتمة، تطاردنا أشباح القهر والهزيمة، يصاحبنا الأسى أينما كنا.

عدت يا عيد ونحن كما نحن، غارقون في فوضى الهزيمة.

وعلى رغم هذا كله...

أهلاً بك يا عيد

نقولها لك فرحين مستبشرين.

سنفتح لك أبوابنا مرحبين، ونفتح قلوبنا ليتسلل إليها قبس من فرحتك.

سنحتفل بقدومك، ونعلق أوراق الزينة على الشرفات، ونضيء دوربنا بمصابيحك؛ لعلك تضيء قلوبنا برحمتك.

سنرتدي أزهى ثيابنا، ونأخذ زينتنا متوجهين لأداء صلاتك.

سنتبادل التهاني بقدومك، نتصافح بقلوبنا قبل أيدينا، نتعانق ليسري الدفء في صدورنا، نتزاور لنعمر بيوتنا بالمحبة والسلام.

سنصحب الصغار إلى الحدائق والمتنزهات، نمنحهم (العيدية) والحلوى، سنطلق العنان لضحكاتهم وضحكاتنا لتصبغ الحياة بألوان جديدة.

وعندما يحين رحيلك يا عيد...

سنودعك وفي النفوس بقايا من أصداء ساعاتك القليلة، وشعائرك الجميلة، وفرحتك الغامرة.

سنودعك على أمل أن تعود العام المقبل في الموعد نفسه، وقد تهيأنا لاسقبالك.

أما الآن...

فنقولها لك بكل الفرحة والحب...

أهلاً بك يا عيد

أهلاً بك رغم أنف الأحزان والهموم والآلام والجروح والإحباطات والانكسارات.

أهلاً بك رغم أنف سارقي البسمات ومغتالي الأفراح وهادمي الأحلام.

أهلاً بك رغم القبح المتغلغل في حياتنا.

أهلاً بك يا عيد...

أهلاً بك يا عيد...

إسلام شمس الدين


ليت العمر كله... ليلة قدر

ها قد مر علينا شهر رمضان، شهر الرحمة والغفران سريعاً، والذي طالما كان غالبيتنا يستعد له استعداداً مادياً قبل الاستعداد المعنوي والإعداد الروحي، استعداداً قد يفوق أيام هذا الشهر، فترى غالبية النساء تتراكضن وراء شراء كل ما يمت للأكل والشرب بصلة وكل ما يتعارف وما لا يتعارف عليه من أطايب الشهر الكريم، وتراهن يتسابقن على الوصفات التي سرعان ما تبدي غالبيتهن فشلهن في إعدادها وتتحول بالتالي إلى أكلة هنئية سائغة للقطط الجائعة بينما هناك أسر تحتاج إلى قوت اليوم وربما تجده وربما لا.

ومن جانب آخر ترى غالبية الشباب يستعدون للشهر الكريم بإعداد الخيام الرمضانية وجلسات اللهو ويتعرفون على كل مقهى حتى التي لا يرتادها المشيشون والمدخنون لسوئها وتردي خدماتها، تراها عامرة في هذا الشهر الكريم وترى الشباب والمراهقين أكثر روادها.

ومع كل هذه الجوانب المظلمة التي لابد من إيجاد حل وتغيير بعض المفاهيم السائدة في هذ الشهر الكريم، هناك شيء أعجبني وشد انتباهي هو تلك الليلة النورانية... ليلة القدر... التي هي حقاً كذلك، في تلك الليلة أحسست بأن الناس تتحرك على الفطرة ورأيت الشياطين مغلولة ورأيت أبواب النيران مغلقة وأبواب الجنان مفتحة ورأيت الأرض ضيقة من كثرة الملائكة النازلة الصاعدة ورأيت... ورأيت...

كل هذه الأشياء رأيتها في العيون الدامعة للمصلين الباكين المناجين الخاشعين، كل عليه ذنوب ومعاصٍ، لكن رحمتك يا رب واسعة، كل عليه ديون لكنك ترزق من تشاء بغير حساب، كل له مرضى لكنك أنت الشافي.

الذي شدني بين كل هذه الجموع بعض الذين تعارف عنهم في المجتمع بالمنحرفين وهم من الموجودين بين المصلين تلك الليلة وكأنهم بحضورهم هذا يقولون: «إن كان الله سيغفر للناس فنحن أولى بالهداية، نحن نريد أن نهتدي للصراط المستقيم».

كل هذا رأيته في ليلة قيل عنها إنها قلب شهر رمضان، فليت العمر كله ليلة قدر.

علاء الملا


لقد رأيت «إمدقي» (1)

لابد أن هذا العنوان أثار شجون من عرفوا هذا الطائر المعروف في البحرين ولاسيما الحبّالة منهم وأثار الفضول لدى غير البحرينيين لغرابة اسمه.

يبدو انهم اشتقوا اسمه من العل دق، وأضيفت إليه الألف على شاكلة «امصلح»، و»افداوي»، و»امسحر»، و»امعلم»، وهو طائر مهاجر عابر شائع جداً وزائر شتوي شائع لجزر البحرين ولونه أبلق رملي.

وغريب ذلك الشعور الذي انتابني عندما رأيته في حيّنا في عراد القريب من المدرسة ومن الحالتين اسلطة والنعيم، وقفت أتأمله وصدري منشرح وكأني التقيت حبيبا بعد طول فراق، كم طيبت خاطري رؤيته، وملأت عروقي بالأمل وأزاحت التشاؤم من صدري لفترة من الزمن.

إنها لذة الجمال، جمال الطبيعة تراها في لونه وحركاته وقوامه، سبحان من صور! وصارت الأسماء تتوالى على ذاكرتي المنهكة وأتساءل في نفسي أين الفقاقة والصوّعة والسحلوت والتسّيسي والرمّاني والسمّنة والشرياص الصقرقع والخضّيري والهداهد والخطّاف و...؟ أين كل هذه الطيور التي كانت تعمر بها طبيعة البحرين.

لقد ذكرني هذا الطائر بأيام عز الطبيعة في البحرين التي لحقنا على بعض منها، إذ الماء يتفجر في كل مكان في المزارع والشواطئ بل حتى وسط البحر، ذلك الماء البارد الحلو الزلال الذي جعل البحرين غابة خضراء في وسط الخليج. تلك البلد التي يحسدونها على نخيلها ولوزها وتينها وكنارها ورمانها وما شئت من الخيرات.

أيها المهاجر عدت إلى البحرين، ونأمل ألا تنقطع عن زيارتها فأهل هذا البلد يفكرون في الهجرة وراءك حيث الرزق والخيرات والطبيعة الجميلة، والحب والأمان.

لقد كان موجودا بوفرة في بر النزلة ومزارع عراد الخضراء. أيها المسئولون عن حماية البيئة في البحرين إن لم تقدروا على حماية هذه الطيور فلا أقل من أن توثقوا للأجيال القادمة أنواع هذه الطيور وتقولوا لهم «من هنا مر (امدقي) جميل ممشوق القوام سريع الحركة واثق الخطى لونه من لون هذه الأرض الطيبة».

عبدالحميد العرادي

العدد 1508 - الأحد 22 أكتوبر 2006م الموافق 29 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً