وعادت من جديد على الساحة الإعلامية في الغرب سلسلة محاربة الأديان، من الحجاب إلى النقاب وحتى شعارات الصليب بدأت رفضها!
في بريطانيا طُردت مُدرسة حضانة أطفال لأنها مُنقبة والنقاب يعوق تعبيرات الوجه ما يتسبب في عرقلة الوسائل التعليمية لنمو الأطفال! ومنع لبس الحجاب في الكثير من المدارس في كل من بريطانيا وفرنسا! وطُردت سيدة إنجليزية موظفة في الخطوط البريطانية لأنها لبست إشارة الصليب على رغم أنها موظفة في الشركة منذ 7 سنوات؟! ورفعت هذه السيدة قضية تعويض على الشركة للإضرار بها من حرمانها في التعبير عن شعائر دينها (المسيحية).
والغريب أنها اتهمت الشركة بالتفرقة العنصرية وبأنها قد سمحت للمسلمات بارتداء الحجاب والسيخ (غطاء الرأس)؟
ان هذه المفارقات المضحكة والغريبة ولأشياء رمزية بالمنع أو السماح! والطرد لم نكن نسمع بها قبلاً، وقع التقدم التكنولوجي والعلمي، باتت هذه الأمور تشغل العالم وتتوارى خلفها مشكلات البطالة والجوع والحروب في العراق وأفغانستان ومعاناة العرب والديمقراطية... إلخ.
من الذي يبتدع كل هذه التفاهات... وأين مصدرها وكيف باتت تأخذ كل تلك المساحات الإعلامية؟. وهل نحن بصدد حروب دينية؟.
ان نزول الأديان السماوية الثلاث والأرضية من قبلها مثل البوذية والهندوسية وعبدة الشمس (الزرادشتية)...الخ كان هدفها الأساسي هو انتماء الانسان الروحي إلى هذا الكون وهي محاولة لإثبات أن التطور المادي يسير جنباً إلى جنب مع الروح وان الانسان مهما علا شأنه لا يمكنه فصل الجسد عن الروح والتي فيها سر الخلود والسعادة البشرية.
وازدهرت الحضارة المادية وبدأت في التركيز على الجسد فقط منفصلاً عن الروح وشغلت الانسان بالعقل والنظريات البحتة، والإقلال من شأن الدين والروحانيات، وعوضته بالنهم الجسدي بإشباعه مادياً وتوفير كل وسائل الراحة واستباحت كل ما حرمته الأديان والنظم السابقة من الممارسات الجنسية من دون أية حواجز وتسهيل البغاء بل وتشريعه في الشذوذ الجنسي وتزواجهم. وانتماء المواليد إلى شخص واحد.
فازداد العهر والفجور وانتشر استخدام المخدرات والكحوليات بطريقة لم يسبق لها مثيل بسبب الحرية التي من دون حدود... وما يأتي من دمار مع هذه الحرية انتشار الجريمة وتفاقمها وضياع الشباب والأطفال لانشغال الآباء والأمهات بالتحصيل المادي... والذي اقنعتهم بها الحضارة الحديثة بأنها قمة التفوق والسعادة البشرية. بأن المال هو الهدف الأساسي للحصول على السعادة الدائمة.
وتحول الانسان إلى الضياع الداخلي والخواء، إذ ان وسائل الترفيه الحديثة والحرية لم تعطه السعادة الحقيقية كل ذلك الانشغال المادي قد قام بتعطيل حركة الروح مع ذاتها... وحولت الانسان إلى آلة جامدة مبرمجة ميكانيكياً لتطبيق القوانين... ومن دون أحاسيس أو وجدان.
وتقولب البشر داخل وظائف معلبة روتينية... من دون إبداع أو أية محاور روحانية يتخللها الغضب والعصبية والغيرة للحصول على المناصب الرفيعة والكره المنتشر بين الموظفين وتنمية الغرائز السفلى للبشر كل ذلك على حساب ذلك الإنسان المسكين الذي توهم السعادة من خلال المادة.
ودق ناقوس الخطر وعاد الناس يبحثون في الماضي عن السعادة الضائعة وهناك محاولة أكيدة للرجوع إلى الأديان والبحث عن الله والروح الغائبة وبدأت الحروب الروحانية من جديد والفصل بين الديانات
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1507 - السبت 21 أكتوبر 2006م الموافق 28 رمضان 1427هـ