أي استفاقة تلك التي يراد لها أن تعلن عن نفسها؟ ألا يحتاج ذلك الى صدمة واحدة فيها من التركيز ما يكفي لإيقاظ جبل؟ وحين لا يحدث ذلك لا تحتاج إلى فطنة كي تكتشف أنه موت وليس نوماً.

جزء من أطروحات الفكر العربي اليوم مسئول عن كل هذه الغيبوبة الشبيهة بالموت. فكر في حال من العزلة والغيبوبة عن محيطه. كيف يمكن له أن ينفخ الروح في تلك الغيبوبة، فيما هو القبر بعينه؟

تحاول أن تفهم... تستوعب: لماذا يجب عليك أن تهدر سنوات عمرك في تفسير هذه الملهاة/الفوضى؟ ملهاة/ فوضى أن كل شيء يذهب في اتجاه عدمي عبثي، فيما أنت مشغول بالممكن واللاممكن.

هل يجب علينا أن ننتظر نصف قرن آخر كي نتمكن من حل لغز هذا التفكك؟ الأمر جلي وواضح، ولا يحتاج إلى كل ذلك الزمن كي تكتشف الفارق بين رجل يعْدو بكل ثقة في مضمار بطول ألف عام، وآخر عاجز عن الوصول الى دورة للمياه!

أكبر مؤامرة على هذه الأمة، أولئك الذين يظلون منحازين لسبب أو من دون سبب إلى نظرية المؤامرة! فقط راجعوا واقع الذين جعلوا من أنفسهم رؤوساً للأمة بدلاً عنها، تفكر وتخطط وتغزو وتهزم وتوقع وثائق الاستسلام وتفتح الحدود للنهب ومعاهدات من طرف واحد، وتنجب، لتكتشفوا، لماذا علينا أن نذهب وبرضى بالغ في هذا الاستسلام شبه الكلي؟

لا بأس. لنفترض أن الأقراص بيد تلك «الملهاة». ألا يكشف ذلك عن غياب من نوع آخر؟ ما الذي أوصل تلك الأقراص إلى يدها؟ سؤال يبدو مستفزاً، أليس كذلك؟ لكن الأكثر استفزازاً أنْ لا محاولة تذكر للسطو على تلك الأقراص، ورميها في أقرب وسيلة إذابة.

المساهمة في إعلام تلك «الملهاة» من أجهزة تلفاز وصحف وإذاعات، وحتى حفلات استقبال، والأدهى قبول رشا، كل ذلك جانب من صور التواطؤ مع أزلية بقاء تلك الأقراص في يدها