في محاضرة لوالدنا (أبا المهند) المفكر عبدالله النفيسي في جمعية الإصلاح تحدث عن ضرورة الأخذ بالاعتبار أن اليمن يمثل العمق الديمغرافي لدول الخليج العربي، وبالتالي فإن الكثافة السكانية في اليمن والأيدي الماهرة من الممكن أن تسد ثغرة نقص السكان في بعض هذه الدول. طبعاً البحرين ليست من ضمن تلك الدول المقصودة، أو هو استدراك أوضحه النفيسي بعد ملاحظة ألقاها عبدالرحمن النعيمي. وأراد أبوأمل من خلال تعليقه على أن الوضع في البحرين لا يحتمل، وأن البحرين بها من البطالة ما يكفيها، والوضع الديمغرافي في البحرين حساس للغاية... وبعد همس ولغو، جاء تعليق النفيسي على استدراك النعيمي بأن قال: أبوأمل عروبي أكثر منا جميعاً.
المجتمع اليمني يمتاز بعدة خصائص تؤهله للانضمام إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي. وهو مجتمع شبيه بالمجتمعات الخليجية، ومن يؤمن بفكرة العروبة عليه دعم هذا التوجه؛ فهو خطوة تجاه الهدف الأكبر وهو الوصول إلى منظومة عربية شاملة لجميع الدول العربية.
ما يهمنا كخليجيين منضوين تحت لواء منظومة متكاملة أن تكون نواتها صلبة من جميع النواحي، سياسياً، اقتصادياً، ديموغرافياً...إلخ من مقومات العمل الجماعي أو الوحدوي... وما يهمنا كعرب هو أن يكون مجلس التعاون الخليجي نواة لتجمع أكبر في وسط التكتلات العالمية (الأوروبية والآسيوية). التجارب العربية - العربية لا تبشر بخير، وهذه حقيقة وواقع، قد يكون أحد أهم عوامل عدم نجاحها هو عدم استفتاء الشعوب واتخاذ القرارات بطريقة فوقية، وبالتالي تفقد تلك القرارات أهميتها أو تتلاشى عند مواجهة مشكلات صغيرة، ذلك أنها، أي القرارات، تم اتخاذها بمعزل، وفي ظل تغييب كامل للإرادة الشعبية.
من هنا، كان لزاماً على الأقطار العربية الاتجاه والاتكاء على إرادة الجماهير واستفتائها في شأن مصيري كانضمام اليمن إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي... ومما لاشك فيه أن دول الخليج ليس لها ظهر ديمغرافي، أي كثافة سكانية، وسيكون حينها اختيار قرار انضمام اليمن ممكناً وعن قناعة شعبية راسخة. وتلك حقيقة لمستها في أكثر من بلد خليجي.
تبقى أمنية انضمام اليمن إلى منظومة مجلس التعاون حلماً يراود عرب الخليج وأهل اليمن، ويجب تعزيزه بالدراسات الاستراتيجية الجديرة بقيام منظومة قوية في هذه المنطقة لمواجهة مختلف التحديات الإقليمية والدولية، السياسية والاقتصادية
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1506 - الجمعة 20 أكتوبر 2006م الموافق 27 رمضان 1427هـ