اتصل عدد من أهالي «سترة» يستنكرون ماقاله المترشح للمجلس النيابي جاسم السعيدي بشأن توزيعه الأموال على فقراء تلك المنطقة. بعض من تحدث طالب السعيدي بتسليم أسماء من ساعدهم إلى الصندوق الخيري إن كان صادقاً، وآخر قال انه يدرس رفع قضية ضده.

اخترت هذا الخبر من بين أخبار متشابهة، والأمر الايجابي في السعيدي انه صريح ويقول أي شيء حتى لو كان مخالفاً للأعراف أو حتى لغير الأعراف والتقاليد.

والملاحظ أن الشيخ جاسم السعيدي يصر على تعريف نفسه بـ «النائب السلفي المستقل» وهو بذلك يكسب الشارع المتجه نحو السلفية في منطقته، لكنه يحمي جمعية الأصالة من تبعات مايقوم به.

الأمر يشبه كتلة برلمانية أخرى، اذ تفسح المجال لأحد أعضائها أن يفعل ويقول مايشاء، ولكن تضيف ملاحظة على كل تلك الأفعال والأقوال لتشير إلى انها «مستقلة» عن ارادة الكتلة المعنية. واذا لم يخيب ظني فان البرلمان المقبل تكون فيه ثلاث كتل رئيسية، هي «الوفاق» و «المنبر الإسلامي» و «الأصالة»، ولعل أنموذج «النائب المستقل عن كتلته» سنجده في هذه الكتل الثلاث، وستتوازن الأمور. بمعنى أوضح، فان من يستفيد من هذا النائب «المستقل» أو ذاك، سيتضرر من «نائب مستقل» آخر يواجهه من كتلة أخرى... وبما انه «مستقل» فالكل سيغسل يده من تبعات مايقوله ويفعله، وخصوصاً إذا كان هذا«المستقل» أو ذاك لاتهمه البروتوكولات أو الملاطفات السياسية.

المراقبون يتابعون كثيراً مايقوله من يطلق على نفسه صفة «المستقل»، لأنه يعبر عن واقع الكتل والاتجاهات التي ينتمي اليها، وهمو يوفر مادة صحافية لابأس بها، ولكن على النائب المستقل، سواء كان سلفياً، أو إخوانياً، أو وفاقياً، أن يعلم بأن الناس ليسوا بكل هذه السذاجة بحيث يصدقون انه مستقل وانه يتحرك بإرادته، وخصوصاً مع وجود مايثبت ان مثل هذه التصرفات لم تكن مستقلة طوال السنوات الاربع الماضية، ومن المحتمل، وربما من المؤكد انها لن تكون مستقلة في مجلس النواب المقبل.

الاجواء الانتخابية التي نمر بها حالياً تسعدنا لأنها تفسح المجال لما هو جيد ولما هو غير جيد لأن يطفو على السطح، والحكم الفصل في كل ذلك ستكون صناديق الاقتراع. وحتى لو وصل بعض من يسيئون الى معاني الديمقراطية، ويسيئون الى سمعة البحرين، فان الغلبة ستكون للعقلاء الذين نأمل منهم أن يقودوا كتلهم (المستقلة وغير المستقلة) نحو بحرين الخير التي تجمع كل من يحب أهل البحرين ولايسترزق على حساب آلامهم أو لحساب أطماعه الشخصية