العدد 1506 - الجمعة 20 أكتوبر 2006م الموافق 27 رمضان 1427هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

مرض الانتخابات... يا كافي الشر

شدّني منظر ذلك «العازم على الترشح» للانتخابات وهو يجلس في صدر أحد المحافل العامة مرحبًا بكل من يمر أمامه، وهو من يبادر بالقيام وقارًا ليرسل باقات السلام للمارين أمامه من دون أن يفرق بين كبير وصغير وبين ذوي المكانة العالية وبين من هم دون ذلك بشتى المراتب... فذلك هو التواضع المحمود... فهنيئًا لذلك المترشح تلك الروح الملكوتية العالية التي نزلت فجأة، (وعقبال) أن نصل إلى تلك الدرجات السامية من هذا الإيمان!

شخص آخر من «العازمين على الترشح»، اضطر إلى أن يأخذ إجازة من عمله الحالي لكي يقضى أيامه السابقة للانتخابات في دائرته، فقد وضع لنفسه أجندة وفعاليات ذاتية على الأقل ليثبت لنفسه من خلالها أنه غير مصاب بقصر النظر (ميوبيا)... وبالتالي فلابد أن يستيقظ باكرًا وينزل في أزقة منطقته يتفقد ما خلفته القطط الليلية الماجنة عند أكوام القمامة، وبالتالي فإن من أهم أولوياته هو أن يسلم على جميع عمال النظافة الآسيويين الذين يجوبون الأزقة باكرًا، ويقبل جباههم الشامخة وأياديهم الفاضلة! ويعرفهم بنفسه بأنه إنسان ذو شهامة عالية وتواضع عظيم، وأنه لا يفرق بين بحريني وآخر. كيف لا وهو كغيره من البحرينيين غير متيقن جدًّا بأن هؤلاء الآسيويين ربما نالوا شرف الجنسية البحرينية ويحق لهم التصويت وربما يستجدي قلوبهم نحوه فيختارونه، وربما يحق لهم الترشح مستقبلاً فيكون صاحب ذكر على ذاكرتهم!

علي الملا


الرجال... «وأشباه الرجال»

لاشك أن لمفهوم كلمة «الرجال» عند العرب وقعا خاصا، ولها من الدلالات والصفات التي يتمنى الكثيرون الاتصاف بها، كالشجاعة والمروءة والكرم والجود والحَمِيَّةَ والوفاء والإباء والغيرة ونصرة الحق، بل كان مسمى الرجال يحمل مضامين أخرى كالمقاتلين الأشداء مثلا، ولعل تلك هي أهم الصفات التي تطلق على مسمى الرجال ليس نسبة إلى جنسهم بل إلى صفاتهم، لذلك فمن يتخلى عن تلك المضامين، فقد تخلى عن صفات الرجال واكتفى بالشكل والمظهر، ومن تخلى عن صفات الرجال رضي لنفسه بأن يكون لهم شبيها في الشكل فقط وليس في المضمون. فالرجال هم وصف لموصوف يدل على حقيقة جوهرية فيهم، ومن المنطقي أن تكون تلك الصفات مطابقة لمدلول كلمة الرجال، ولا تظهر حقيقة ومعدن الرجال إلا عند الشدائد والامتحانات، وفي الأزمات وفي زمن الحروب والمحن والكوارث والنكبات، من هناك فقط تعرف الرجال على حقيقتها، فالمدافع عن شرفه وعرضه ووطنه، والمدافع عن المظلوم والناصر للضعيف وإن كان طفلاً أو كانت خادمة أو عاملا بسيطا، بل الرجل لا يرضى لنفسه بظلم حيوان فكيف بظلم أخيه الإنسان، فهو حينما يتحمل تلك المسئولية إنما يقوم بواجبه الشرعي والمعرفي أمام ربه وأمام نفسه، ومسئوليته الأدبية والأخلاقية حتى وإن لم يكن على دين المظلوم، ويعتبر عدم تحمله ذلك الواجب عارا ومنقصة على نفسه كرجل.

أما عن أولئك الذي تحملوا المسئولية فمع الأسف هم كالعملة النادرة، ولكن لا تخلو الأرض من تلك الأمثال والمعادن الأصيلة، وشخص مثل رئيس دولة فنزويلا هوغو تشافيز أثبت أنه من أولئك الرجال، الذين نذروا أنفسهم لنصرة الفقراء والمعدمين، ليس بشعارات كاذبة بل عبر برامج طموحة لتحسين مستوى المعيشة لدى الفقراء من الشعب، أبرزها توزيع الأراضي على الفقراء بعد أن كانت في أيدي زمرة من المتسلطين، ولعل أبرز ما تميز به على المستوى الدولي بالنسبة إلينا كأمة إسلامية وعربية إدانته للاعتداء الصهيوني الوحشي على لبنان، ولم تكن مجرد إدانة لفظية كما يقولها الغير، بل قام بسحب سفير بلاده لدى «إسرائيل» تعبيرا عن رفضه للاعتداء الآثم كدليل على صدقه، في الوقت الذي وقف كثير من حكام دول العالم يتفرجون على ما يجري خوفا من سطوة أميركا، فهكذا نماذج تثبت بالقول والفعل أنها بحق نماذج للرجولة الشريفة. أما من تخلى عن تلك المسئولية حينما يُدْعَى لنصرة مظلوم، أو إحقاق حق من كلمة أو شهادة، ولم تكن له همة لأداء واجب أو تقاعس عن تحمل الدور الذي يتحتم عليه القيام به، فهو بذلك قد تخلى عن أبجديات ما يجب أن يكون عليه الرجال، وسرعان ما يسقط المسمى حينما يمتحن في الشدائد وينكشف المستور، عند ذلك لن يكون لمسمى الرجل أي اعتبار، بل أقرب ما تكون تلك النماذج بأشباه الرجال، الذين لا يختلفون من حيث المظهر عن الرجال، ويُخدع الناظر إليهم للوهلة الأولى بما هم عليه من ظاهر الرجال، ولكنه حين يراهم وقت التمحيص والابتلاء لا يرى إلا هياكل الرجال.

أما عن هذه الفئة فحدث ولا حرج، ولعل شخصية مثل الرئيس بوش، الذي هو عار على الرجال أن ينسب إليهم أفضل مثال على ذلك، إذ كم من حماقات كبيرة ارتكبها هذا الرجل، ومن الخطايا وليس الأخطاء؟! ابتداء من غزو العراق وجر الويلات على الشعب العراقي من قتل ودمار، وإشعال فتن طائفية ومذهبية وتدميره لحضارة أمة عريقة، وإشعاله صراعات لها بداية وليست لها نهاية، بل لم يكتفِ بحربه على أفغانستان والعراق، فأصبحت السمة الغالبة عليه إشعال الحروب ومن هواياته المفضلة، وخير شاهد على ذلك إصدار أوامره للقيطة «إسرائيل» بشن هجومها المبيت له على لبنان وتدميره، إذ إن قتل البشر لديه كلعبة متى ما شاء لعبها، فهل يمكن لهكذا نماذج أن تكون من صنف الرجال أصلا؟

لاشك أن الرجال معادن، والمعادن الأصيلة هم أولئك الذين اخذوا على عواتقهم تحمل المسئولية الأخلاقية والأدبية والتكوينية لوجودهم، كونهم رجالا يعول عليهم أن يكونوا في مستوى مضمون الكلمة، إذ إن من يتخلف عن دلالة ما تختزله كلمة الرجال سيكون وبالا على الرجال أولاً، لأن وجوده عامل معطل للخير والنماء، وسيكون كل همه ومسعاه في الدنيا مكرسا لوجوده ولمصلحته فقط، بدلاً من أن يعيش شهماً يأبى أن يكون بعيدا عن قضايا بني جنسه، وأن يشاركهم همومهم ويسعى إلى تخفيف الأعباء عنهم بالمقدار الذي هو قادر عليه بحيث يكون عزا وشرفا لأن يحسب على الرجال.

طاهر عبدالكريم


نصائح لحاملي بطاقات الائتمان

يتقدم منك مندوب المبيعات لدى المصرف بكل خفة واحترام ليعرض عليك بطاقة بمسميات من عالم المجوهرات والمعادن النفيسة- هي بطاقة ائتمان بلاتينية أو ذهبية أو فضية- خذها واصرف ما ليس في الجيب وانتظر ما في الغيب!

نصائح لحاملي بطاقات الائتمان أو من يفكرون في اقتنائها:

- اختر المصرف أو الشركة التي تحتسب أقل نسبة من الفوائد بغض النظر عن أية خدمات أخرى تقدمها.

- قم بدفع الحد الأدنى شهرياً على الأقل وتجنب التأخير عن تاريخ استحقاق الفاتورة.

- احفظها في مكان أمين مثل محفظة النقود التي تصطحبها معك دائماً.

- لا تحفظها ملتصقة ببطاقات أخرى وابعدها عن التعرض للخدوش.

- لا تحتفظ بالرقم السري للبطاقة في مكان واحد مع البطاقة.

- احرص على التوقيع خلف البطاقة حال تسلمها.

- يفضل دائماً اقتناء البطاقات الائتمانية التي تحمل صورة صاحب البطاقة.

- احتفظ في جهازك المحمول (الجوال) برقم الخط الساخن لخدمات الزبائن للشركة أو المصرف الذي تتعامل معه.

- في حال سرقة البطاقة لا قدر الله، اتصل حالاً بالخط الساخن لتوقيف البطاقة.

- تفحص كشف الحساب الشهري وتأكد من المصروفات المدرجة فيها.

- إذا وجدت أية عمليات لم تقم بها أو لديك أي شك تجاهها فاحرص على أن تبلغ عنها الشركة أو المصرف.

- لا تعط تاريخ انتهاء الصلاحية، رقم البطاقة، أو رمز الأمان (خلف البطاقة) إلى أية جهة إلا إذا كنت واثقاً منها.


الاحتيال

كل القوانين الشرعية والوضعية منذ بداية العصور الأولى الإنسانية تعتبر التعدي على المال جريمة، والاحتيال هو أكبر صورة فيها تعد على المال بطريقة مستنكرة، إذ إنها تقوم أساساً على الخداع للعقل والنفس. وقد تطورت هذه الجريمة بتطور الوسائل التكنولوجية، إذ سخَّر الجناة التكنولوجيا للتفنن في استحداث الطرق الاحتيالية لاصطياد ضحاياهم. وقد عالج المشرع البحريني هذه الجريمة في قانون العقوبات في القسم الخاص منه في المادة (391) التي تنص على أن: يعاقب بالحبس من توصل إلى الاستيلاء على مال منقول أو سند أو إلى توقيع هذا السند أو إلى إلغائه أو إتلافه أو تعديله، وذلك بالاستعانة بطريقة احتيالية أو باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة أو بالتصرف في عقار أو منقول غير مملوك له وليس له حق التصرف فيه وإذا كان محل الجريمة مالاً أو سنداً للدولة أو لإحدى الجهات التي ورد ذكرها في المادة (107) عد ذلك ظرفاً مشدداً. ويعاقب على الشروع بنصف العقوبة المقررة للجريمة التامة وتتوافر في جريمة الاحتيال الأركان التي تقوم عليها أي جريمة أخرى في قانون العقوبات، وهي كالآتي:

الركن المادي

1- السلوك الإجرامي: وقد أوردها المشرع البحريني على سبيل الحصر، وهي:

أ- استعمال طرق احتيالية: وهي الكذب المصحوب بوقائع خارجية أو أفعال مادية يكون من شأنها توليد الاعتقاد لدى المجني عليه بصدق هذا الكذب بما يدفعه إلى تسليم ما يراد منه تسليمه طواعية واختياراً، وهذا يعني أن الكذب وحده لا يكفي وإنما يتعين أن يقترن بمظاهر خارجية توحي بصدق إدعاءات أو أقوال الجاني.

ب- اتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة: ويقصد به اتخاذ شخص اسماً غير اسمه الحقيقي سواء كان هذا الاسم حقيقيا أم خياليا وسواء كان كليا أم جزئيا، إذ يكفي في هذا الشأن لتوافر الاسم الكاذب أن ينتحل الشخص لقب عائلة غير لقبه. أما الصفة غير الصحيحة فهي انتحال لقب أو وظيفة أو مهنة أو قرابة أو ما شابه ذلك.

ج- التصرف في عقار أو منقول غير مملوك للجاني وليس له حق التصرف فيه:

ويشترط لتوافرها أن يتصرف الجاني في العقار الذي لا يكون له حق ملكية أو تصرف فيه بما من شأنه أن يترتب على الشيء حقا عينيا أصليا أو تبعيا كالبيع والرهن أو المقايضة أو الهبة بعوض أو بتقرير حق ارتفاق أو انتقاع.

2- النتيجة غير المشروعة: يتعين أن يكون من شأن السلوك الإجرامي الذي يقوم به الجاني متمثلا في الطرق الاحتيالية أن يؤدي إلى نتيجة غير مشروعة هي الاستيلاء على مال منقول أو سند أو إلى توقيع هذا السند أو إلى إلغائه أو إتلافه أو تعديله. والاستيلاء على مال الغير في هذه الجريمة يتطلب أن يتم بالتسليم أي برضا المجني عليه.

3- الرابطة السبيبة : ينبغي أن يكون التسليم قد حصل نتيجة لوسيلة التدليس التي لجأ إليها الجاني، وهذا يعني أن يكون المجني عليه قد انخدع في احتيال الجاني فسلم له ماله.

الركن المعنوي

الاحتيال جريمة عمدية يتخذ الركن المعنوي فيها صورة القصد الجنائي ويتمثل هذا القصد في عنصرين: علم الجاني بأن أقواله وأفعاله المادية كاذبة فإذا كان يعتقد بصحتها فلا جريمة، وأن تتصرف نيته إلى تملك المنقول الذي تسلمه.

العقوبات المقررة لجريمة الاحتيال

نص المشرع البحريني في الفقرة الأولى من المادة (391) على عقوبة الحبس بالنسبة إلى جريمة الاحتيال في صورتها البسيطة، كما نص في الفقرة الثانية من المادة ذاتها على الآتي: إذا كان محل الجريمة مالا أو سندا للدولة أو لإحدى الجهات التي ورد ذكرها في المادة 107 عد ذلك ظرفا مشددا أي تمت مضاعفة عقوبة الحبس إذا ما توافرت الحال السابقة، لأنها تعد ظرفا مشددا، اما فيما يخص الشروع في الاحتيال فإن الجاني يعاقب بنصف العقوبة المقررة للجريمة التامة.

وزارة الداخلية

الثقافة الأمنية

العدد 1506 - الجمعة 20 أكتوبر 2006م الموافق 27 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً