ما إن تغرب الشمس خلف الأفق، حتى تبدأ ليلة جديدة من ليالي المحرق التي اعتاد أهلها أن يعيشوها لحظة بلحظة... لها لونها الخاص وتزهر في حلتها الزاهية... على مائدة الإفطار يلتقي الأحبة، وفي الصلوات لقاء جديد، وبعد ذلك، يسرع البعض الى المكان الذي اعتاد حضوره بعد أداء صلاة التراويح... المجلس أو قل مجموعة المجالس، لكن البعض، يبكر في الذهاب الى مجلس اعتاد على حضوره في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك... ومن هذه المجالس العامرة في مدينة المحرق، مجلس الشيخ خليفة بن علي آل خليفة.

أحاديث كثيرة تدور في هذا المجلس حاله حال الكثير من مجالس البحرين، تمتزج تلك الأحاديث بالحكايات والمعلومات ووجهات النظر، لكن العنوان الأول الذي يمكن أن تلمسه هو تأكيد وكيل وزارة المواصلات الشيخ محمد بن خليفة بن علي آل خليفة موضوعًا مهمًّا للغاية وهو النظر الى دور الفرد في تنمية مجتمعه ومحاولة التميز ولاسيما أن ثروة الإنسان لا تقدر بثروة... فالأخيرة تذهب وتجيء، لكن الإنسان كثروة لا يمكن تعويضه وقد أثبت أهل البحرين أنهم أكفاء في مجالات عدة وهم السباقون لأنهم يمتلكون المواهب.

وينتقل الشيخ محمد الى نقطة أخرى، وهي تلك المرتبطة بالحراك الذي تشهده البلاد، فهو يؤكد مجددًا أن المجتمع الذي يعيش التجدد يفترض في أفراده احتواء أي خلاف وتجاوزه واحترام وجهات النظر على اعتبار أن ذلك صورة من صور الممارسة الديمقراطية السليمة، مؤكدًا أن العائلة الحاكمة هي جزء من نسيج المجتمع تعيش همومه وأفراحه وأحزانه... بل ويسعدنا أن يكون المجتمع متحابًّا وهذا الأمر لا يخفى على المعارف والأصدقاء... فلدينا أحبتنا من المحرق وخارجها... من كل الطوائف حتى بعض الجاليات العربية التي تربطنا بها العلاقة الأخوية... نجلس ونتحاور ونختلف في وجهات النظر ونعيش مع الآخرين ظروفهم وهذا أمر يحث عليه ديننا الحنيف قبل كل شيء.

ارتفاع الأسعار في السوق المحلي

وتحول الحديث الى موضوع ارتفاع الأسعار وخصوصاً ارتفاع أسعار الخضراوات في السوق المحلي، فهناك شكوى من قبل المواطنين والمقيمين من ارتفاع بعض الأسعار، وهذا يحدث اذ إن هناك ارتفاعاً في معدل شراء الخضراوات خلال شهر رمضان المبارك إذ يعتبر الشهر الفضيل موسماً تنتعش فيه حركة البيع والشراء، لكن هناك تأكيدات على أن وزارة الصناعة والتجارة تتابع الموضوع بل وتم الإعلان من قبل المسئولين عن الدعم الذي تقدمه الحكومة للحفاظ على أن تكون الأسعار في متناول المواطنين والمقيمين من ذوي الدخل المحدود وغيرهم، إذ إن المهم هو تطبيق نظام التسعيرة.

ويطرح أحد الحضور وجود خيارات للمستهلكين في البحرين، منها التوجه الى أسواق المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية في حال وجود أسعار مرتفعة لمختلف السلع، وهذه من الأمور الطيبة إذ أصبحنا نشتري سلعاً متنوعة وبأسعار مناسبة، ويحدث العكس أحياناً إذ يتجه أهل المنطقة الشرقية الى البحرين لشراء بعض السلع.

وهناك ظاهرة شراء المواد الغذائية وغيرها من السلع بصورة تزيد على حاجة الإنسان، وهذا ما يمكن أن يسبب عبئًا ماليًّا على الأسرة حين تجد أن الموازنة المخصصة لشراء حاجيات شهر رمضان المبارك يمكن أن تتوزع على أكثر من جانب في حال التقليل من الكميات الكبيرة من الأغذية التي يتم شراؤها.

تهريب الديزل

وينتقل الحديث الى قضية أخرى، وهي تهريب الديزل، وعلى ما يبدو فإن الناس في البحرين يتداولون المعلومات بشأن القضايا الغريبة ومنها قضية تهريب الديزل التي استمرت عدة أشهر وصحبتها اجراءات وتحركات لم تنجح في الحد منها وهو الأمر الذي يثير الاستغراب، وطرح الحضور قصة ضبط سفينة لتهريب الديزل الى إحدى الدول الخليجية.

التقصير موجود في كل مكان

أما الحديث عن التقصير في أداء بعض الأجهزة فكأنما هو الموضوع الحاضر في كل مكان، فالكثير من المواطنين بدأوا يعبّرون عن الاستياء من وجود تقصير في أداء بعض الأجهزة الحكومية ولاسيما الخدماتية منها، ويعلق الشيخ محمد بن خليفة على هذا الجانب بالقول : “هذا صحيح، التقصير موجود في كل مكان لكن يجب أن نؤكد أن للمواطن دوراً في كشف هذا التقصير والقنوات مفتوحة كما أن هناك تركيزاً على البناء والتنمية في البلاد وهذا يتطلب الامتثال للمواطنة الصالحة”