عمار البناي، اسم ارتبط بالبرنامج التلفزيوني "يعطيك العافية"، وما إن اعتاد المشاهد على رؤيته، حتى ارتبط أكثر ببرنامج "الجفير". بدا البناي أثناء حديثه إلى "الوسط" كتابا مفتوحا، وشخصية شفافة وطيبة، إذ لم يبد غرورا أو تكبرا أثناء اللقاء، معبرا بذلك عن الشخصية البحرينية الأصيلة:
مسئولية كبيرة
هل يعتبر برنامج "الجفير" الذي يعرض حاليا على شاشة البحرين الفضائية نقطة انطلاقتك في المجال الإعلامي؟
- "الجفير" يعتبر امتدادا لبرنامج "يعطيك العافية" الذي قدمت منه خمس حلقات فقط في العام 2004، وتوقف من دون أن نتعرف على الأسباب، على رغم كونه تجربة جيدة.
وأود أن ألفت إلى أن الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الشيخ خليفة بن عبدالله آل خليفة، أتى بسياسة جديدة، تمثلت في منحنا الفرص في تقديم أفكار وإعداد برامج جديدة تتناسب وأفكارنا الشبابية والواقع الحالي، وقبول الشراكة مع شركات الإنتاج الفني الخاصة، وخصوصا أن المسئولين في السابق كانوا دائما ما يتعذرون لنا في حال رفضهم لما نقدمه بقلة الموازنة، وهذا ما أضاف لنا أبعاد كثيرة.
كيف بدأت فكرة البرنامج؟
- بدأت كما قلت من برنامج "يعطيك العافية" مع تسلم الشيخ خليفة رئاسة الهيئة، والذي أعطى توجيهاته بإعادة هذا البرنامج الذي استمر في العرض لمدة 6 أشهر متواصلة قبل شهر رمضان، وكانت الفكرة الرئيسية له أن نقوم بزيارة ومحاورة كبار السن الذين قدموا لنا الكثير ومازالوا، والذين هم بحاجة إلى أن يتحدث أحد معهم أكثر من المكافأة، واعتبر هذا البرنامج تكريما لهم، إذ هم فعلا بحاجة إلى من يشد على أيديهم ويشكرهم على ما قدموا، وفي الوقت نفسه يحمل رسالة للشباب الذين دائما ما يشتكون من البطالة، بينما باستطاعتهم العمل كهؤلاء، وكلما رآني أحد من الجمهور يقول "نبي الجفير"، لذلك وبتوجيه من الشيخ خليفة تقرر استمراره لشهر رمضان بتسمية أخرى هي الجفير.
ما الذي أضافه لك "الجفير"؟
- أضاف لي حب الجمهور وألقى على عاتقي مسئولية أكبر، وعلى رغم أن مشواري الإعلامي بدأ منذ 8 سنوات، فإنني أرى أن المسئولية ازدادت، وأود أن أشير إلى أننا البحرينيين لا نتصف بالغرور أو التكبر، حتى مع وجود التفاوت الطبقي أو التعليمي، لذلك لا أرى نفسي غريبا عن المجتمع الذي هو في الأساس مني وأنا منه.
كيف تصف هذه التجربة، وخصوصا أنك تلتقي فئة معينة من الناس؟
- هذه ليست تجربة، فأنا تعودت على الحضور في مختلف مدن وقرى البحرين فلا فرق لدي عندما أكون حاضرا مع الفلاح، أو السماك أو الطبيب أو المهندس، ويمكنك أن تجديني في سوق جدحفص وكرزكان والرفاع، لذلك فأنا معتاد على الاحتكاك بالناس، وخصوصا عندما أشعر بحبهم وتقديرهم لي، وهذا يدل على روح الأسرة الواحدة التي نعيش بها في البحرين.
جودة إنتاج متميزة
يلاحظ أن جودة إنتاج البرنامج جيدة جدا، ما السبب في ذلك؟
- يعود ذلك إلى عمليات الإنتاج المتطورة، التي تتم في المركز الفرنسي للإنتاج الفني، بإشراف المنتج المنفذ للبرنامج الأستاذ علي العرادي، الذي أوجه له تحية وشكرا خاصين على جهوده المتواصلة لإنجاح هذا البرنامج.
هل تعرضت لمواقف مضحكة أثناء تصوير البرنامج؟
- نعم، وكثيرة، فقبل فترة بسيطة كنا في موقع تصوير وفي فترة أذان المغرب، وإذا بأحد الأطفال يبلغني بأن جدته تدعوني إلى الإفطار معهم، وكنت في ذلك الوقت مشغولا بالتصوير، وعاد الطفل بعد 5 دقائق، ليبلغني أن جدته لاتزال تنتظرني، قائلا لي "خاف ربك جدتي للحين تنتظرك".
أنت متهم بتقليد أحد مذيعي تلفزيون البحرين، فما هو ردك على ذلك؟
- لا أعتقد أن ذلك صحيح، وخصوصا أنني أخرج للجمهور بشخصيتي الحقيقية، وأرى أن كل شخص له شخصيته وأفكاره التي تميزه عن غيره، مع احترامي وتقديري للشخصية المعنية، ولكن قد يكون التقليد في فكرة البرنامج التي تطبق في أكثر من دولة، ولكن حتى هذه أرى أن برنامجي تميز فيها عن غيره، وخصوصا في اختياري للشخصيات، وأسلوب التقديم فإنني لا أتكلف في التقديم وأحاول أن أكون على سجيتي وأن أتعامل مع ضيفي من منطلق الابن، والصديق والأخ وأحيانا الأب ودائما أحب أن أكون الأبسط والأصغر أمامه.
ما هو تقييمك لأدائك كمقدم برامج؟
- لا استطيع تقييم نفسي، وأترك ذلك للجمهور الذي اكن له كل تقدير واحترام، بل إنني لا أحب أن أرى نفسي في التلفزيون لأنني دائما انتقد نفسي.
لماذا لم تقدم أي برنامج إذاعي حتى الآن؟
- الإذاعه هي الحلم والتي لولا حبي وعشقي لميكروفونها لما كنت في يوم من الأيام مذيعا أو مقدم برامج، ففي فترة عملي في الإذاعة استفدت الكثير وتعلمت فيها حتى وصلت إلى ما أنا عليه الآن، وأتمنى في الفترة المقبلة تقديم برنامج مختلف تماما في "بحرين إف إم"، إذ إن الفكرة جاهزة، والقرار في ذلك يعود إلى الإدارة.
ما هو رأيك في دورة البرامج الحالية؟
- تميزت الدورة الرمضانية بأنها بحرينية 100 في المئة، وتعد بادرة جيدة من القائمين على التلفزيون، لدعم الإعلام البحريني، فلمسنا في هذه التجربة وجود الكثير من الأعمال التي اختلفت في مستوياتها، لكنها ظهرت بحرينية بعد تعاون الهيئة وشركات الإنتاج الفني في البحرين، ما يعطينا الدافع لتحدي أنفسنا لتقديم ما يرتقي بالمشاهد ويشرف التلفزيون.
الإعلاميات أعلن قبل نحو شهر لـ "الوسط" أنهن لم يلقين التقدير من قبل الجهات المسئولة، فماذا عن الإعلاميين من وجهة نظرك؟
- قد يكون التقدير موجودا من قبل الجهات التي يعمل الإعلاميون فيها، وإن وجد أي تقدير للمذيعين فالفضل يعود للشيخ خليفة، وأتمنى أن يتم تعيين المذيع القدير أحمد حسين والمذيعة القديرة كريمة الزيداني استشاريين لكي نستفيد نحن المذيعين من خبراتهما، وأن يكرما.
لا أفكر في احتراف التمثيل
الكثير من المذيعين والفنانين اتجهوا إلى التمثيل في السنوات الأخيرة، هل سنرى عمار البناي ممثلا في المستقبل؟
- المذيع ممثل، فهو عندما يقرأ أي نشرة فلابد أن يختار الأسلوب والابتسامة والنظرات المناسبة لتقديمها، وكل ذلك يعتبر تمثيلا، وعندما أخوض التجربة فلن يكون الوضع جديدا بالنسبة إلي، كما عرضت عليّ 4 أعمال تلفزيونية خلال 3 سنوات، لكنني لم أجد نفسي في هذه الأعمال، على رغم عدم رفضي للفكرة، وعندما أجد النص المناسب الذي يمكن أن يضيف لي واضيف له فسأمثّل، ولكن لن احترف.
أمنية تتمنى أن تتحقق لك على الصعيد الإعلامي...
- الموافقة على فكرتي للبرنامج التلفزيوني المقبل الذي اتمنى من الله العزيز أن يوفقني فيه
العدد 1506 - الجمعة 20 أكتوبر 2006م الموافق 27 رمضان 1427هـ