العدد 1506 - الجمعة 20 أكتوبر 2006م الموافق 27 رمضان 1427هـ

حجاب إسلامي ونفخ شفايف وخدود

تشتتت الأعمال التلفزيونية الجديدة في شهر رمضان المبارك ما بين ازدياد ملحوظ في عدد الممثلات اللاتي قدمن أدوارهن وهن مرتديات الحجاب الإسلامي (بحسب اقتناعهن بالمفهوم). في المقابل تزايد أيضا عدد الممثلات والصراع الشديد فيما بينهن في عمليات التجميل والتحرر في أرتداء الملابس، وهذه هي ظاهرة ملحوظة في السنوات الأخيرة، إذ وجدنا الممثلات يتسارعن في أرتداء الحجاب، وعودة الفنانات المعتزلات مرة أخرى للساحة الفنية في أعمال درامية جديدة وأدوار بطولة إذ نشاهد كلا من : سهير البابلي وسهير رمزي، وصابرين وحنان ترك وهن يرتدين الحجاب. كما شاهدنا الفنانة الشابة مي عزالدين في مسلسل "بنت بنوت" بغطاء رأس يشبه الحجاب نظراً إلى وجود الحوادث في منطقة شعبية تعود أهلها على تغطية الرأس خلال حياتهم العادية.

أما الفنانة المتحجبة حديثا حنان ترك فهي تقوم ببطولة حوادث مسلسلها "أولاد الشوارع" فهي تظهر من خلاله مرتدية غطاء رأس بدلا من الحجاب، وذلك لما ذكر في الصحف عن توقيعها للعقد قبل إعلانها الاعتزال، وعليه تم تعديل النص بالتعاون مع مخرجة العمل شيرين عادل حتى يتناسب ظهورها مع وضعها الجديد.

هذا إلى جانب الأعمال الدرامية هناك المسلسلات التاريخية والدينية التي تستلزم حوادثها ارتداء بطلات العمل للحجاب. وفي الجهة المقابلة من المسلسلات التي افجعتنا بهول صدمتنا، ألا وهو توجه المسلسلات الخليجية والتي اتضح فيها الصراع الشديد ما بين الفنانات الشابات ولاسيما بعض الكبار على التنافس الشديد فيما بينهن في عمليات التجميل التي تشمل نفخ الشفايف والخدود والبعض الآخر في تركيب خصلات الشعر الصناعي ولا نعلم حتى الآن ما الرؤية الواضحة للحبكة الدرامية التي تتصارع حولها المسلسلاتنا الدرامية من إشكالات العنوسة، والتفكك الأسري، والمشكلات التي تتعرض لها الأسر الثرية، وبعض الإهانات التي تقدمها المسلسلات عن عمد أو من دون عمد للمجتمع الخليجي، التي ظهرت في تجمع الشباب والاختلاط غير المباح ما بين الفريق المشارك في مسلسل "نجمة الخليج" والإهانات المفرطة في مسلسل "صاحبة الإمتياز"، وبعض المشاهد التي احتوى عليها مسلسل "الإمبراطورة".

وجوه مكررة تصيبنا بالارتباك

كان أول سؤال طرحناه على أنفسنا قبل شهر رمضان، لنحصد نتيجته في نهاية هذا الشهر الكريم، هل نجح الفنانون العرب والخليجيون خصوصا هذا العام في عمل "كونترول" على أنفسهم بحيث لا نراهم في رمضان في عدة مسلسلات دفعة واحدة حتى وإن كانت أدواراً مختلفة؟ إلا أن الإجابة التي حصلنا عليها منذ البداية كانت لا، فقد يشارك بعض النجوم العرب وخصوصا الخليجيين في مسلسلين أو أكثر على شاشة رمضان ويكررون أنفسهم وأحيانا كثيرة يتسببون في إرباك الجمهور الذي يرى الممثل نفسه في ثلاث أو أربع شخصيات مختلفة.

بعض النقاد يسمي هذه الظاهرة بـ "محرقة الفنان"، فبعد أن يصبح الفنان أو الفنانة مفروضين على الجمهور عدة مرات في اليوم مع الإعادة، فقد يحدث لدى المشاهد إرباك وعدم قناعة بما يشاهده الأمر الذي سيضر في النهاية بالفنان وينقص من جماهيريته ويمله المشاهد. فهل تكون الإغراءات المادية هي التي جعلتهم يشاركون في كل ما يعرض عليهم اعتبار على ان شهر رمضان أصبح "موسم الدراما" بصرف النظر عن حرق المشاهد نفسه أم المشاهدين أم لا؟!.

من الشخصيات التي تكرر علينا وجهها في رمضان وفي ادوار ربما كانت مختلفة وربما كانت متشابهة، الفنان خالد البريكي الذي يشارك في مسلسل "حبل المودة"، إضافة إلى مسلسل "حبل المودة" ومسلسل آخر يعرض على قناة الكويت لا استطيع تذكر اسمه وكأنه "سرى الليل".

كذلك الفنانة بدرية أحمد، فهي تشارك في مسلسل "جنون الليل" ونظيره الذي لا يختلف عنه إلا في الكلمة الأخيرة "جنون المال". (كلو كوم) والفنانة هبة الدري كوم إذا لا تستطيع تغيير القناة إلا وأرى وجهها فهي تشارك في مسلسل "بلا رحمة" ومسلسل "ري الليل" ومسلسل "الرحى". أما الفنان القدير غانم الصالح يشارك في بطولة مسلسل "صاحبة الأمتياز"، و"أسوار" و"الاختيار الصعب".

أما على مستوى الدراما المصرية فهناك الفنان رياض الخولي الذي يشارك في أربعة مسلسلات تعرض على شاشة رمضان وهي "كشكول لكل مواطن" مع صابرين و"حدائق الشيطان" مع جمال سليمان وسمية الخشاب و"امرأة من الصعيد الجواني" مع معالي زايد و"أحلام لا تنام" مع إلهام شاهين.

أما الفنان أحمد خليل فيضرب رقما قياسيا في عدد المسلسلات التي يشارك فيها وهي مسلسلات "سكة الهلالي" مع يحيى الفخراني و"سوق الخضار" مع فيفي عبده و"قلب حبيبة" مع سهير البابلي و"رجل وامرأتان" مع دلال عبدالعزيز وفاروق الفيشاوي بالإضافة الى قيامه ببطولة مسلسل "الجبل" ويعترض أحمد خليل على اتهامه باستنزاف نفسه قائلا: ليس صحيحا أنني استنزف نفسي بالوجود في كل هذه الأعمال بالعكس أعتبر وجودي فيها شهادة نجاح لي وخصوصاً أنني أنجح في أداء شخصيات بعيدة تماما عن بعضها بعضا ولو لم أكن قادرا على التنويع في أدواري ما طلبني المخرجون في كل هذه الأعمال.

ومن الوجوه النسائية التي تظهر في أكثر من مسلسل الفنانة نهال عنبر فتشارك في "سكة الهلالي" مع يحيى الفخراني و"المنادي" مع أحمد بدير و"الإمام المراغي" مع حسن يوسف ومسلسل "على باب مصر" مع يوسف شعبان.

تكرار الممثلين في أربعة أو خمسة مسلسلات يوحي بأن لدينا أزمة ممثلين وهذا غير صحيح والحقيقة أن لدينا حالاً من الاستسهال تسيطر على اختيارات المخرجين والمنتجين بدليل أنك تجد كل عام ممثلين بعينهم يتكرر ظهورهم في مسلسلات رمضان بينما هناك آخرون ليسوا أقل موهبة ويجلسون في بيوتهم من دون عمل لكن المخرجين والمنتجين لا يتعبون أنفسهم بالتفكير بعيدا عن دائرة الوجوه التي تتكرر كل عام، والنتيجة حال من اللخبطة تصيب المشاهد وهو يرى الممثل نفسه بشخصيات مختلفة وفي أعمال متتالية وهو ما يفقد المشاهد في النهاية متعة معايشة الشخصيات التي يجسدها هذا الممثل، وطبعاً لا يمكن أن نعفي الممثلين أنفسهم من المسئولية لأن معظمهم في حال لهاث مادي يجعلهم يقبلون الجمع بين أكثر من عمل في وقت واحد ويخرجون من استوديو إلى آخر ومن شخصية الى أخرى في اليوم نفسه وحتى نتخلص من تلك المشكلة الدائمة يجب أن يوسع المخرجون والمنتجون من دائرة اختياراتهم للممثلين

العدد 1506 - الجمعة 20 أكتوبر 2006م الموافق 27 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً