العدد 1506 - الجمعة 20 أكتوبر 2006م الموافق 27 رمضان 1427هـ

حنان ترك و«أولاد الشوارع»

العام الماضي دخلت حنان ترك نادي نجوم الدراما الرمضانية من خلال بطولتها لمسلسل «سارة»، الذي جسدت فيه شخصية فتاة تحمل عقل رضيعة وجسم امرأة، ونال استحسان الكثيرين، لدرجة أن البعض (أقول البعض) اختارها أفضل ممثلة، معلنا تفوقها على جميع بطلات باقي المسلسلات، وكان «سارة» من انتاج تلفزيون دبي واحتفظ بحق العرض الحصري له.

ويبدو أن حال النجاح التي حققها «سارة» دفعت حنان لتكرار التجربة واختارت مجالاً بكراً وخصباً لتقدم من خلاله ثاني بطولة تلفزيونية وهو حياة «أولاد الشوارع» وهو المجال الذي تماشت معه من خلال فيلم «تيتو» الذي لعبت بطولته مع أحمد السقا.

وعلى رغم أن «أولاد الشوارع» أزمة تهدد الكثير من المجتمعات العربية وتستفحل بشكل واضح في مصر فإنها لم تلفت انتباه كتاب ومخرجي الدراما، ولم تشغل مبدعي السينما إذ لم يتعرض لها سوى المخرج الراحل حسام الدين مصطفى في فيلم «العفاريت» الذي لعب بطولته عمرو دياب والراحلة مديحة كامل والفيلم الذي مثلته في الستينات فاتن حمامة وجسدت فيه دور شخصية بائعة يانصيب.

وبذلك تكون حنان ترك قد اختارت موضوعاً غير مستهلك ويمكن بسهولة أن يترك بصمة لدى المشاهدين في حال الإجادة في كتابته وإخراجه وتصويره وأدائه، ولكن يبدو أنها اختارت الموضوع ولم تجد اختيار من يحوله إلى «ورق» تتوافر فيه عناصر الجذب الجماهيري وتولت الكتابة شهيرة سلام التي قدمته خالياً من أي دراما ليجيء كما الموضوع الصحافي الذي يستعرض حكايات بعض أولاد وبنات الشوارع ومعاناتهم نتيجة لسوء معاملة الآخرين لهم وعدم وجود المكان الذي يؤويهم من الظروف المناخية الصعبة وعجزهم عن توفير لقمة العيش أحياناً ولجوئهم إلى مكبات القمامة وفضلات الطعام للنبش فيها بحثاً عما يملأ بطونهم، وذلك من دون أي تصعيد درامي يجبر المشاهد على المتابعة اليومية له، وبالتالي من تفوته حلقة أو أكثر لن يحس أنه خسر كثيراً.

من يقارن بين هذا المسلسل وفيلمي فاتن حمامة وعمرو دياب سيجد أن الفرق كبير، ويمكنه أن يلمس أن «أولاد الشوارع» معالجة هادئة وغير درامية لهذه القضية التي قتلت بحثاً في الندوات والمؤتمرات وبحوث معاهد الدراسات الاجتماعية، بل إن من تابع بعض البرامج التلفزيونية التي تعرضت لمآسي أولاد وبنات الشوارع يجدها أكثر سخونة وأكثر مأسوية من معالجة المسلسل، وآخرها ما قدمته نشوى الرويني من خلال برنامجها على قناة دبي ورولا خرساء من خلال «القصة وما فيها» على الفضائية المصرية وغيرهما

العدد 1506 - الجمعة 20 أكتوبر 2006م الموافق 27 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً