وزع مكتب المرجع محمدحسين فضل الله أمس (الخميس) بياناً على وسائل الإعلام حدّد فيه العيد بيوم الاثنين المقبل. وجاء فيه انه «ثبت لدينا بالوجه الشرعي أن الاثنين (23 الجاري) هو أول أيام عيد الفطر المبارك، وذلك على أساس المبنى الفقهي في كفاية التوليد للهلال مع إمكان الرؤية التي هي عبارة عن بلوغه حدّاًَ يكون معه قابلاً للرؤية لولا الموانع الخارجية في أية منطقة نشترك معها بجزء من الليل، إذ شهد لنا أهل الخبرة الموثقون بتحقّق شروط الرؤية في مناطق عدة في العالم، ولاسيما بلاد الساحل في أميركا الجنوبية».
وأضاف البيان: «وفي ضوء ذلك، أصدرنا الحكم بتحديد يوم العيد بالتاريخ المذكور، راجين من الله أن يجعله عيد خير وبركة ونصر وحرية وكرامة للبنانيين وللعالم الإسلامي كله في نطاق الوحدة الإسلامية التي هي الأساس لخلاص الأمة كلها»... آمين يا رب العالمين. إذاً... ثبت العيد مبكراً لدى السيد فضل الله، فأراح واستراح، أما نحن في البحرين فلا نطمع في أكثر من أن يكون لنا عيدان بدل الثلاثة! فالشهود الذين يتقدمون للشهادة لا يتم توثيقهم عادةً ولو كانوا عشرين شخصاً، والهلال إذا ثبت فإنه لا يثبت إلاّ عند منتصف الليل، وفي بعض السنوات يثبت في اليوم التالي، إذ يفاجأ الناس بمكبرات الصوت عند الضحى، تحثهم على الإفطار لأنه «ثبت الهلال تواً»!
الطريقة التي استقر عليها فضل الله وعددٌ آخر من مراجع الدين، طريقةٌ علميةٌ دقيقةٌ وحاسمةٌ وموثوقة، وفي كثير من الأحيان تجلب الاطمئنان أكثر من الشهادات المتردّدة وجلسات «التحقيق» مع الشهود، التي تطول حتى منتصف الليل من دون الخروج برأي حاسم. قبل رمضان أكّد الفلكيون أن بداية رمضان ستكون يوم الأحد، ولكن ما حدث هو أن ليبيا سبقت الآخرين هذا العام بإعلان السبت بداية لرمضان، وهو ما جرّ عدداً من الدول العربية لمجاراتها لئلا تسبقهم في هذا الميدان الخطير: «رؤية الهلال»! وبعدها اكتشفنا أن ما قيل من رؤية الهلال للتغطية على «الغيرة السياسية» بين الدول العربية، إنما كان رؤية للمريخ!
أحد الفلكيين سخر من الدعوة للجلوس لتلقي الشهادات مساء السبت لاستحالة رؤية الهلال، ولكن مع ذلك ستعقد الجلسة، وسيحضر العلماء في هذا القطر العربي أو ذاك، وسيجيء شهود يقسمون أنهم رأوه بأم أعينهم، وسيتم إفطار عدد من الشعوب الإسلامية لرؤية كوكب زحل هذه المرة!
وبالمقابل سيعقد مجلس آخر مساء الأحد، ولن يتم توثيق الشهود، وسيتناول الناس السحور وينامون صائمين يوم الاثنين، وربما يستيقظون على صياح مكبرات الصوت عند الضحى تدعوهم إلى الإفطار... فقد ثبت الهلال‡
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1505 - الخميس 19 أكتوبر 2006م الموافق 26 رمضان 1427هـ
