العدد 1505 - الخميس 19 أكتوبر 2006م الموافق 26 رمضان 1427هـ

وأخيراً... ستشارك «الوفاق»

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

كشفت تطورات الشهر الماضي أن هناك من كان يتمنى استبعاد القوى السياسية المقاطعة تحديدا، وإرغامها على المقاطعة من جديد، لوجود أناس للأسف الشديد تضيق ذرعا وتتمنى لو ترجع عقارب الساعة للوراء، ولهؤلاء نقول ان المشاركة باتت ضرورة لابد منها على رغم محدودية الصلاحيات وعلى رغم ما على التجربة من ملاحظات؛ وعليه يجب توفير الجهود الرامية لتحقيق ذلك الهدف فلم يعد هناك مجال للمقاطعة من جديد مهما تكن الظروف.

فقد أعلنت الوفاق كأول جمعية سياسية موقفها من الانتخابات المقبلة بعد تسجيلها تحت قانون الجمعيات السياسية رقم 26 للعام 2005 وتلتها القوى السياسية الأخرى لعل آخرها جمعية العمل الإسلامي (أمل)، وبذلك يفهم أن الوفاق ستشارك في الانتخابات المقبلة، وبـ 19 مرشحا تم الإعلان عنهم في مؤتمر صحافي في الرابع من الشهر الجاري، وستعمل الوفاق من خلال مشاركتها وخططها المستقبلية على إنجاح العمل النيابي من خلال الحضور في المجلس النيابي.

أظن أن الوفاق قد وفقت إلى حد بعيد في دعمها لبعض المستقلين وتحالفها مع حلفائها في العمل السياسي، ويعد هذا مؤشرا إيجابيا واضحا على رغبة الوفاق في إنجاح التحالف، وأبعدت عن نفسها نعوتا يطيب للآخرين وصفها بها كالطائفية مثلا فقد دعمت أحد المرشحين من الطائفة السنية الكريمة وفي دائرة مضمونة أيضا، عبد العزيز أبل الأمين العام للمؤتمر الدستوري، في الدائرة السابعة بالعاصمة بعد أن نجح في نقل عنوانه إليها، كما أن هناك فكرة دعم مرشح التجمع القومي في خامسة المحرق محمد شويطر، كما رغبت في دعم عبد الرحمن النعيمي في سابعة المحرق، ولكن للأسف الشديد لم يوفق في نقل عنوانه، ولم تستأثر لنفسها، فالعمل السياسي لا يعرف الأنانية.

كما أن العمل النيابي والمرحلة المقبلة تحديدا لا توصف بكونها مرحلة عادية وعليه يتوجب على الوفاق أن تمد يدها لحلفائها وتدعمهم ؛ لضمان وصولهم إلى البرلمان ومن ثم التكاتف معهم أمام الملفات السياسية الصعبة التي ستطرح، كما أن الأمين العام للوفاق عبر عن ذلك في مؤتمر الوفاق الصحافي اذ قال : «الأربع سنوات المقبلة ستشهد عملاً وتحدياً ومجاذبة بمعنى أن هناك أوضاعاً خاطئة كثيرة قائمة على جهات ستدافع عن نفسها وتحاول أن تبقى في موقعها كأفراد وفي السياسات البحرين وأعتقد أن هذه السياسات أدت إلى وجود الكثير من المشكلات ولن تكون الرحلة بسيطة لإنجاز هذه الأهداف، وأن هناك جدية للسعي في تطبيق البرنامج الانتخابي رحلة البرلمان المقبل ستكون صعبة لأن من يقف وراء وقف التنمية لن يقف مكتوف اليدين. ونجاح كتلة المعارضة يعني إبعاد البحرين عن الاحتقانات وإذا نجحت القوى المحافظة فيما تريده فإن ذلك سيؤدي إلى الاحتقانات».

من هنا نستشف بأن قرار المشاركة قرار لا عودة فيه و أنه لا خط رجعة، بل لا بد لنا من التكيف معه، فلا يمكن أن تتخلى الوفاق مجددا عن موقعها في البرلمان، فاللاعب الأساسي لا يمكن له أن يترك مكانه فارغا للاعب الاحتياط ويبقى فقط حاله كحال الجمهور المتفرج على المباراة، بعدها نلوم المتبارين على عدم تحقيقهم الاهداف المرجوة فليس من الحصافة بمكان، كما أن التداعيات السلبية التي خلفتها المقاطعة لا يمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال والتي من بينها : حرمان كوادر الوفاق من الحصول على خبرة العمل النيابي بمختلف جوانبه والمشاركة الأولى للمجلس النيابي، إتاحة المجال لترسيخ واقع من الاصطفافات الطائفية بصورة أكثر من السابقة، إتاحة الفرصة للحكومة لتمرير أجندتها السياسية بسهولة لعدم وجود الوفاق والقوى السياسية المقاطعة، فقدان فرصة بناء علاقات داخل البرلمان وخارجه، وداخل الوطن وخارجه، ربما يمكن استثمارها تجاه الأهداف المرجوة، إلى جانب ضياع الكثير من الجهود في محاولات ضبط الشارع، ربما من المناسب التعاطي معها داخل المجلس ومن خلال العلاقات الشخصية للنيابيين مع بعضهم ومع الحكم دون دفع كلفها شعبيا.

الوفاق بما تملكه من كوادر وإمكانات لقادرة على تحقيق مشاركة تتضمن تحديا كبيرا غير مؤمن العواقب فالمؤشرات واضحة من خلال محدودية الصلاحيات، وعليهم يجب استثمار واستغلال الأدوات الدستورية لتحقيق مزيد من المكاسب، كما أن المشاركة في الانتخابات النيابية ستحدد حجم الوفاق الحقيقي في الساحة إذا لم تشهد الانتخابات أي تزوير أو تلاعب في النتائج على رغم عدم عدالة رسم الدوائر الانتخابية، تماما كما فعلت الانتخابات البلدية السابقة فقد حصدت الوفاق ثلثي المقاعد البلدية ورأست ثلاثة مجالس بلدية ( الشمالية، العاصمة، الوسطى )، كما ستتيح المشاركة لنا فرص الوصول إلى المعلومات التي يستصعب الوصول إليها في المقاطعة وبالتالي في غالبية الأحيان القرارات تأخذ بعيدا عن المعلومات الدقيقة.

كما أن المشاركة ستتيح للوفاق إبراز شخصيات وطنية إسلامية مخلصة تستطيع التصدي لأشكال الفساد الإداري والمالي والأخلاقي المستشري، فضلا عن إنشاء تحالفات جديدة مع جهات متعددة، وربما مع المجلس المعين؛ لتحقيق فوائد وطنية كثيرة، إلى جانب تحسين الأوضاع المالية لتمويل كثير من الفعاليات والنشاطات التثقيفية، والسياسية، والتنظيمية، والإدارية، والإعلامية...الخ.

الكثير من المخلصين لاموا الوفاق في فترة من الفترات لكونها قاطعت الانتخابات السابقة، ولهؤلاء نقول ان الوفاق أعدت العدة، وأخيرا ستشارك الوفاق، ونتطلع لرؤية نواب الوفاق نواب الشعب في البرلمان القادم

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 1505 - الخميس 19 أكتوبر 2006م الموافق 26 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً