عندما ترتفع قيمة جائزة اليانصيب فليس بمستغرب أن تجد أولئك الذين لم يقامروا أبداً في حياتهم أو نادراً ما فعلوا يهرعون إلى مكان ما ليجربوا حظهم. ويقول موظف يعمل في كشك لبيع الصحف في ميونيخ: ربما لا تستطيع أن تتصور كم أولئك الذين جاءوا إلى هنا للعب لأول مرة». لقد اجتاحت حمى اليانصيب ألمانيا حديثاً بعد أن ارتفعت قيمة جوائزها إلى رقم قياسي بلغ 35 مليون يورو (44 مليون دولار).
وليس من قبيل المصادفة أن تجد أصحاب الحظ ممن فازوا بجوائز اليانصيب يفتقرون إلى الخبرة بأمور الثروة أو لا يملكون منها إلا النزر اليسير وبالنسبة لبعض هؤلاء ، فإن الحظ يدير لهم ظهره بمجرد أن يحصلوا على الدفعة الأولى من الجائزة.
وهناك الكثير من قصص «الحظ التعس» بين الفائزين بجوائز اليانصيب وخصوصا في الولايات المتحدة إذ تعد جوائز اليانصيب متعددة الولايات ذات القيمة الكبيرة من الأمور المألوفة. وينتهي نحو ثلث أولئك الذين فازوا بجوائز يانصيب كبرى إلى الانكسار إن آجلا أو عاجلاً بحسب منظمة «فايننشيال بورد أوف ستانداردز» التي تعمل في مجال التخطيط المالي. وعقب هبوط الثروة على حين غرة تحدث الانهيارات الاسرية وحوادث العنف الأسري. بل ويزداد الأمر سوء فيتعرض البعض للقتل أو التهديد أو السرقة. وبعد أن يتبدد المال يصير كثير من الفائزين وانفض الاصدقاء من حولهم. ومن الأمثلة البارزة على ذلك تحول الفوز بجائزة قيمتها 314 مليون دولار نظير رهان بدولار واحد العام 2002 إلى لعنة للمواطن جيويل ويتاكر من ويست فرجينينا. صحيح انه لا يزال يستطيع القول إنه الفائز بأكبر جائزة يانصيب في تاريخ الولايات المتحدة لكنه لقب ربما كان من الأفضل له ألا يحمله بعد كل المصائب التي حلت به بعد الفوز بها.
ويصف ويتاكر حياته بأنها ليست أقل من كابوس منذ فوزه بجائزة اليانصيب. فبعد وقت وجيز من فوزه صار آل ويتاكر هدفاً دائماً للصوص منزلهم فسياراتهم ومكاتبهم انتهكت كما اختفت مئات الألوف من الدولارات.
وضبط ويتاكر عدة مرات وهو يقود سيارته وهو في حالة سكر وفي يوليو/ تموز مثل أمام المحكمة بتهمة الاعتداء العنيف على ساقي في إحدى الحانات. وفي مايو/ آيار توصل إلى تسوية مع امرأة اتهمته بالتعدي عليها جنسياً
العدد 1505 - الخميس 19 أكتوبر 2006م الموافق 26 رمضان 1427هـ