قال متعهدو سفر بحرينيون: إن الإقبال يزداد بشدة على زيارة الأماكن المقدسة في أيام العيد خصوصاً لأداء مناسك العمرة، إذ تستعد عشرات الحافلات محملة بآلاف المعتمرين للتوجه إلى مكة والمدينة المنورة.
وقدر متعهدو السفر عدد المجموعات أو (الحملات) التي ستنطلق إلى الديار المقدسة قبل بداية العيد بيوم واحد بنحو 50 حملة، في وقت تقل فيه عدد الحافلات التي تحتاج إليها هذه الحملات إذ تقدم نحو 7 شركات خدمة تأجير الحافلات للمتعهدين.
ويحصل البحرينيون على خدمات النقل للعمرة بالإضافة إلى خدمات الإعاشة من قبل المتعهدين بأسعار تتراوح بين 40 إلى 160 دينار اً بحرينياً من 5 أيام إلى 12 يوما إذ تختلف الأسعار بحسب مدة الرحلة والخدمات المقدمة وفخامة السكن. ويتراوح عدد أفراد الحملة الواحدة بين 50 إلى 500 معتمر . وقد تزايدت مؤخرا الإعلانات التجارية بشكل لافت في المساجد والشوارع والطرقات والأسواق التي تعلن عن حملات العمرة وسط تنافس محموم على تقديم أدنى الأسعار وأفضل الخدمات.
ويقول متعهد حملة «الولاية» إبراهيم علي جاسم إن هذا العام يعد عاماً استثنائياً لحملات العمرة إذ شهد زيادة حادة في أسعار تأجير الحافلات والفنادق في الأماكن المقدسة الأمر الذي يشكل تحدياً لتقديم أسعار تقل عن العام الماضي.
ويضيف إبراهيم، الذي يعمل لسنوات في مجال السياحة الدينية التي تلاقي رواجاً كبيراً من قبل البحرينيين، أن مكة والمدينة بالمملكة العربية السعودية ظلت لسنوات كثيرة الوجهة الأولى بلامنازع لشريحة واسعة من المواطنين خصوصاً ذوي الدخل المحدود.
ولكن معوقات كثيرة تواجه متعهدي العمرة، يقول جاسم، فإيجار حافلة تستوعب 50 راكباً من شركة سياحية بحرينية كانت تكلف فيما مضى نحو 600 دينار لكنها قفزت الآن لأكثر من 900 دينار أي بزيادة تقدر بنحو 50 في المئة، وأرجع ذلك إلى زيادة الطلب بصورة لافتة هذا العام.
أما على الجانب الآخر فإذا تم استئجار الحافلات من الشركات السعودية فإنها تكلف في حدود 800 دينار بعد أن كانت كلفة إيجار الحافلة الواحدة لايزيد عن 500 دينار.
أما عن الزيادة في أسعار إيجار الفنادق فيشير إبراهيم أن مكة لم تشهد ارتفاعات كبيرة في خدمات الإيواء مقارنة بالمدينة المنورة التي قفزت فيها الإيجارات بسبب قلة الفنادق في المدينة وكونها جديدة وفخمة، كما أن توسعة الحرم النبوي استدعى هدم عدد من الفنادق.
ويقول متعهد آخر: إن من أكثر الصعوبات التي تواجه المعتمرين لدى إنطلاقهم من البحرين إلى المملكة العربية السعودية هو ازدحام جسر الملك فهد خصوصاً أن غالبية المعتمرين يتوجهون لأداء مناسك العمرة عبر خطوط النقل البرية، ولكن المتعهدين لجأوا إلى استئجار حافلات صغيرة تنقل المعتمرين من داخل البحرين إلى أطراف الحدود السعودية لتقوم حافلات أخرى بنقلهم إلى الأراضي المقدسة في خطوة تهدف لتقليل الوقت المتطلب لقطع الجسر وإنهاء إجراءات الأمن والجمارك.
وعلى رغم الصعوبات التي يواجهها البحرينيون للذهاب إلى العمرة إلا أنهم يندفعون بقوة إلى أداء المناسك انطلاقاً من التعاليم الدينية التي تحث على استحباب العمرة إلى جانب الشعور الإيماني الذي يشعرون به عندما يمارسون مناسك العمرة.
وتشير تقارير إلى أن 444155 سيارة دخلت إلى مكة المكرمة من أول رمضان حتى العاشر منه قادمة من مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية ومن دول الخليج. وقدرت الجهات المعنية وصول عدد المعتمرين 2.5 مليون معتمر منذ فتح باب العمرة، ومن المتوقع أن يصل عددهم نهاية شهر رمضان المبارك إلى نحو 3 ملايين معتمر. وأوضحت مصادر في وزارة الحج السعودية أن معدلات تخلف المعتمرين هذا العام لا تزال أقل بنسبة 50 في المئة عن معدلات العام الماضي فيما تجاوز عدد المعتمرين 3 ملايين شخص. وتشير التقارير إلى أن نحو 100 شركة عمرة سعودية تم تجديد تراخيصها هذا العام وقامت بتسويق خدمات مع نحو 200 وكيل خارجي في 150 بلداً حول العالم. ويقدر اقتصاديون دخل المملكة العربية السعودية من موسم الحج والعمرة نحو 10 مليارات دولار للعام الجاري. وتنتعش خلال موسم الحج الحركة الاقتصادية في السعودية من خلال توافد ما يزيد عن مليوني حاج من مختلف انحاء العالم
العدد 1505 - الخميس 19 أكتوبر 2006م الموافق 26 رمضان 1427هـ