العدد 1503 - الثلثاء 17 أكتوبر 2006م الموافق 24 رمضان 1427هـ

من يشتري خصوصية المحرق ؟

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

في الأسبوع الماضي، استضافت «الوسط» بعض مترشحي محافظة المحرق. حاولت، والزميل - المترشح حالياً محمد العثمان-، والذي حضر اللقاء بوصفه إعلامياً تسخين الجو بين ضيوفنا الأفاضل، أملاً في عراك نفتتح به عمليات رصدنا لسير المكنة الانتخابية في البحرين، وكان لنا أن نبدأ بأسخن أجزاء المكنة (المحرق).

في خضم هذه المحاولات اليائسة، قال لنا عيسى سيار: «لن تنجحوا في إثارتنا... إن بين أبناء المحرق خصوصية، لا يعرفها إلا المولود فيها». وكذلك كل من سامي سيادي، ومحمد حسين شويطر، وزهراء مرادي، أخذتهم «الخصوصية» إياها، لتتماهى آراؤهم من جهة بشأن خصوصية المحرق التي لن أستطيع معرفتها، اذ لم أولد فيها، وبشأن أن المحرق ستعود لدورها الوطني الذي غُيبت عنه من جهة أخرى.

الدور الذي غُيبت عنه بحسب سامي سيادي، تُتَرجِمُه زهراء مرادي في زعمها أن المحرق ستخرج بمفاجآت (نائبي موالاة والبقية معارضة)، وأنها لن تكون المحرق «الخاملة»، بل ستعود المحرق بعد الخامس والعشرين من نوفمبر إلى مكانتها ومحوريتها التاريخية في المشهد السياسي البحريني ككل، هذا الدور الذي أشاد به شويطر ووصفه بـ «القومي» التاريخي، والذي بنى عليه حظوظ مزاحمة الجمعيات الإسلامية السنية في السيطرة على مقاعد المحرق.

لكن، هل تُشترى المحرق بالمال؟ ضيوفنا، أقروا بـ «رهبة المال»، فذهبوا إلى أن خطورة لعب المؤسسات الدينية، الشيعية والسنية في المحرق بالمساعدات الخيرية سياسياً. تتلقى الكثير من العائلات المحتاجة في المحرق هذه الأيام اتصالات ومساعدات «خيالية» من قبل الكثير من المؤسسات الخيرية والدينية. هكذا يصبح العمل الخيري سياسياً. وهكذا يُخشى على المحرق.

شتى التيارات والجمعيات السياسية تتنافس في المحرق، وبخلاف أن للمحرق (المكان) الحق في أن تحس بالغبطة جراء تنافس الجميع عليها، فإن لأبناء وبنات المحرق الكرام أن يبرهنوا أن المحرق ليست للبيع، وأن تاريخها النضالي لا يباع أو يشترى. المحرق لأبنائها الخيرين، لأبنائها الوطنيين، لأبنائها الذين لا يخلطون صداقاتهم بأذى. لأبنائها الذين يقدرون ما تمثله المحرق للوطن من عزة، وكرامة، ومنعة.

يبقى أن فاصل رهانات حدوث المفاجآت في المحرق هو مرتبط ببعض التضحيات من بعض القوى الوطنية، بعض دوائر المحرق وضعها حرج، وهي على كف عفريت، وبعض التنازلات الأخوية - النابعة من الخصوصية أيضاً - بين مترشحي القوى الوطنية ستجعل الأمور أكثر قابلية للتفاؤل.

يقول المترشح سامي سيادي: «إن من يَشتَري أصوات الناس في الشارع، سيُشتَرى في المجلس». وأقول: يدرك كل المحرقيين ذلك، لكن، من هذا الذي يحاول أن يشتري خصوصية المحرق وتاريخها بالمال/ الرشوة؟ وهل يعطيه أبناء المحرق أصواتهم؟ إنا لمنتظرون

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1503 - الثلثاء 17 أكتوبر 2006م الموافق 24 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً