أثار دخول رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني برفقة حاشيته المؤلفة من عشرين شخصا يمثلون قيادات كتل المستقلين والمنبر والأصالة ومجموعة من موظفي الأمانة العامة لمجلس النواب إلى مقر اللجنة الاشرافية للمحافظة الوسطى للانتخابات النيابية في مدرسة أم كلثوم الإعدادية للبنات مساء أمس مفاجأة كبيرة للموجودين في المقر إلى درجة أنستهم حرارة الجو نتيجة عطب في أجهزة تكييف الصالة التي يتم فيها تسجيل أسماء المترشحين طوال فترة التسجيل مساء أمس وعلى امتداد ثلاث ساعات متواصلة، ليقطع الظهراني بذلك كل التكهنات التي أثيرت بشأن عدم عزمه إعادة ترشيح نفسه في الدائرة التاسعة.
وأكد الظهراني في رده على استفسارات الصحافيين عن الأسباب التي دفعت به إلى تغيير رأيه بشأن ترشيحه للانتخابات أن المسئولية الوطنية دفعته إلى الاصرار على المشاركة، وخصوصا أنه لايزال قادرا على المشاركة في خدمة الوطن والمواطنين، مشيرا إلى أنه ارتأى أنه من غير الممكن أن يتأخر عن القيام بدوره وواجبه الوطني، وأن الوطن بحاجة لمساعدة كل المواطنين لبناء مستقبل زاهر للأجيال المقبلة.
وبرر اسباب تأخره في الاعلان عن ترشيح نفسه، نظرا الى كونه معتكفا في الأيام العشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك كعادته في كل عام، معتبرا أن ترشيح نفسه يعتبر عملا وطنيا وبالتالي فإنه عمل يوجه لله سبحانه وتعالى.
كما أكد أنه لن يتردد في قبول رئاسة المجلس للمرة الثانية إذا تم اختياره من قبل النواب الآخرين، وقال: «أملك من الخبرة في العمل النيابي الكثير، وزملائي النواب هم أول من يقدر هذه الخبرة التراكمية، وما دمت قادرا على حمل المسئولية في المرة الماضية فلن أتردد عن حملها في الفترة المقبلة».
أما بشأن مرافقة هذا العدد الكبير له من النواب وموظفي المجلس، فقال عنه: «لدي شعور أن وجودهم اليوم ليس وليد الصدفة وإنما كان بغرض تأييدي نتيجة ثقتهم بي والعمل كفريق واحد في التجربة السابقة لتوصيل السفينة إلى بر الأمان».
وأشار في معرض تعليقه على سؤال لـ «الوسط» بشأن رأيه في إعلان عدد من الجمعيات دعمها له في الانتخابات، إلى أن هذا الأمر ليس بالشيء الغريب على هذه الجمعيات، مبينا أنه كان واضحا منذ الانتخابات السابقة أن كل الجمعيات السياسية وعلى رأسها جمعيتا الأصالة والمنبر تنازلت عن دعم مرشحيها في الدائرة لصالحه.
وبشأن رأيه في منافسه سلمان بن صقر آل خليفة، اكتفى بالقول: «لقد ترشحت منذ أن كان عمري 30 عاما، لذلك أحترم طموح الشباب وأقدره، ومن حق أي مواطن أن يخوض التجربة النيابية، والنهاية تحسمها صناديق الاقتراع وثقة المواطن وتقديره للشخصية التي يرشحها».
أما بشأن رأيه في مشاركة جمعية الوفاق الوطني الاسلامية في الانتخابات، فأشار إلى أنه كان يتمنى أن تكون هذه المشاركة منذ الانتخابات الماضية، غير أن الظروف جرت على عكس ذلك، لافتا إلى أن التجربة المقبلة بحاجة إلى مشاركة الكل فيها لاثراء التجربة من خلال مشاركة الدماء الشابة والجديدة، مؤكدا تطلعه للمزيد من التعاون مع كل الجمعيات والأطراف التي سيكون لها دور في التجربة المقبلة.
النواب الذين رافقوا الظهراني عن كتلة المستقلين هم: النائبان عبدالعزيز الموسى وأحمد بهزاد، وعن الأصالة النائب حمد المهندي، وعن المنبر الاسلامي النائبان صلاح علي وعبداللطيف الشيخ، إضافة إلى النائب السلفي جاسم السعيدي.
ومن جهته أكد بهزاد أن مرافقتهم للظهراني إلى مركز الترشح يعد إشارة إلى أن دخول الظهراني المجلس هو مطلب شعبي على حد وصفه، نافيا أن يكون قد عدل عن قراره بترشيح نفسه.
أما النائب الشيخ، فأكد أن النواب سعوا من خلال مرافقة الظهراني إلى التأكيد على أنهم يدعمونه وبقوة، معتبرا ذلك توافقا من الكتل لدعم شخص الظهراني والاصرار على ايصاله لرئاسة المجلس.
وايده في ذلك المهندي الذي اعتبر أن قرار الظهراني ترشيح نفسه سبب ارتياحا كبيرا في مختلف الأوساط، وأنه أعاد الروح من جديد إلى بقية النواب، مؤكدا أن مرافقتهم له إنما هي دليل على اصرارهم على دعمه.
لم تقتصر مفاجآت مركز تسجيل المرشحين في المحافظة الوسطى على إعلان خليفة الظهراني ترشحه في الدائرة التاسعة، بل تعدت ذلك حين أعلن رئيس كتلة المنبر الوطني الاسلامي صلاح علي سحب جمعيته لمرشحها عادل الدوسري، الذي كان قد سجل نفسه مترشحا وخرج من مركز التسجيل قبل دقائق فقط من دخول الظهراني، وذلك بعد أن أكد الدوسري أنه سيترشح بعد ما تردد عن عدم رغبة الظهراني في إعادة ترشيح نفسه. ليحسم النائب صلاح علي الموقف بعد دقائق من تصريح الدوسري واثناء مرافقته الظهراني، وذلك حين أعلن سحب مترشح جمعيته، وقال: «لقد كان (الرئيس) مترددا في ترشيح نفسه، لذلك وقع اختيارنا على الدوسري، لكننا الآن سنسحب مرشحنا وسندعم الظهراني ليس في دائرته فحسب بل حتى في رئاسة المجلس المقبل».
المترشح حمد الحربي فضل أن يترشح في المجلس البلدي عوضا عن منافسة خليفة الظهراني في الدائرة التاسعة، وذلك بعد أن فوجئ فور دخوله محملا بأوراقه الثبوتية قاعة التسجيل بغرض ترشيح نفسه، بخروج الظهراني مع وفده، فما كان منه إلا أن صافح الظهراني يدا بيد وأعلن انسحابه من منافسته على المقعد البرلماني، واعلن توجهه لترشيح نفسه في المجلس البلدي.
وقال: «فضلت أن أؤجل ترشيح نفسي إلى أن تتضح كل الأمور في دائرتي، لذلك أتيت في آخر يوم للتسجيل، ولكني فوجئت بترشح الظهراني، وسأرشح نفسي للمجلس البلدي الذي أتوقع أن يكون متوسط حظوظي فيه من 40 إلى 60 في المئة»
العدد 1502 - الإثنين 16 أكتوبر 2006م الموافق 23 رمضان 1427هـ