«توقيت إصدار التقرير لم يسمح لنا بالإشارة إلى الدور الإسرائيلي في الحرب... نتوقع أن يتم تناول الحرب بصورة أكثر شمولية في تقرير العام المقبل». هكذا بررت وزيرة الخارجية البريطانية مرغريت بيكيت وبكل بساطة عدم تناول تقرير وزارتها لحقوق الإنسان للعام 2006 والمكون من 356 صفحة العدوان الإسرائيلي على لبنان.
بينما التقرير كان لديه الوقت الكافي لإدانة صواريخ حزب الله الدفاعية ودعم سورية وإيران الحزب في مقاومته هذا العدوان الغاشم، بل وقدم التقرير إحصاءً دقيقاً عن قتلى «إسرائيل» وجرحاها بينما تجاهل ضحايا لبنان الذين تجاوز عددهم الألف قتيل، ويستنكر التقرير تعرض المستوطنات للقصف بينما لا يشير إلى حجم الدمار الهائل الذي تعرضت له مدن وقرى لبنان، ويعبر التقرير كذلك عن بالغ قلقه على وضع الجنديين الإسرائيليين الأسيرين بينما لا ينبس بشفة إزاء المعتقلين العرب الذين أفنوا أعمارهم في السجون الإسرائيلية منذ سنين عدة.
هكذا يتعامل معنا «حماة الديمقراطية» و»دعاة الحرية» يجعلون من الضحية جلاداً ومن الجلاد ضحيةً، يحكمون في قضاينا بمكيالين، وينظرون إليها بعين واحدة وأخرى عوراء، والأغرب من ذلك كله أن يرضى بهم البعض حكما ويتقوى بهم على أخيه وابن جلدته.
هم يتهجمون على مقدساتنا ورموزنا الدينية بكل حرية وينعتوننا بأقبح الألفاظ فمن كتاب «آيات شيطانية « لكاتبه سلمان رشدي مروراً بالرسوم والأفلام المسيئة، بينما في المقابل يطاردون كل من تمسك بتلك المقدسات ودافع عن رموزها، بل ويعاقبون من أساء - في نظرهم - إلى «إسرائيل» من قريب أو من بعيد حتى لو كانت حقيقة تاريخية، فالمضحك أن يعاقب الاتحاد المحلي لكرة القدم لمدينة برلين الألمانية أحد الأندية بأن طلب من لاعبيه ومدربيه الاشتراك في ندوة ضد «العنصرية» بعد قيام مجموعة من جماهيره بترديد شعارات مناهضة للسامية خلال مباراة فريقه أمام فريق إسرائيلي.
فهل بعد هذه المواقف الصادرة عن الحكومات الغربية التي يُسَيِّرُ سياساتها اللوبي الصهيوني، هناك مجال في أن نصدقها أو نعتمد عليها في حل مشكلاتنا وقضايانا؟
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1502 - الإثنين 16 أكتوبر 2006م الموافق 23 رمضان 1427هـ