العدد 1502 - الإثنين 16 أكتوبر 2006م الموافق 23 رمضان 1427هـ

جولة في خيام المترشحين!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في انتخابات البرلمان الكويتي الأخيرة، تراوحت قيمة الصوت الواحد ما بين 200 و500 دينار. وفي بعض الدوائر الصعبة بلغ السعر 1000 دينار، هذا غير الهدايا والعطايا التي وُزّعت في الخيام: سلّةٌ كاملةٌ من أفخر العطور الفرنسية، وحقائب إيطالية «آخر موديل» بمبلغ ألف دينار، وُزّعت على السيدات، أوالرجال مع عبارة: «هدية للحريم»!

هذا نزرٌ يسيرٌ من «مفاجآت» انتخابات الشقيقة الغنية بالنفط، أما نحن في البحرين، أفقر البلدان الخليجية وأقلها نفطاً وأكثفها سكاناً وأجنّها تجنيساً... فمفاجآتنا (على قد حالنا)! أرخص الأصوات لا يتعدى 200 فلس، (قيمة غرشة بيبسي وسندويتشة بالجبن أو السمبوسة)، توزّع في خيمةٍ استأجرها أحد المترشحين، بقيمة 1500 دينار! أما السعر الأعلى فتراوح ما بين 108 دنانير (قيمة مكيف)، و100 دينار (فرن)، و150 ديناراً (ثلاجة). أحدهم بعد أن «أغرق» منازل فقراء منطقته بهذه الأجهزة الكهربائية منذ شهرين ليكسب معركته المقدسة، كتب بياناً بخط يده ووزعه على الصحف يقول فيه إن أبناء منطقته يموتون فيه، و«إذا لم يترشح للانتخابات سينتحرون جميعاً»!

كثيرٌ من «نواب المستقبل» يكرّرون في تصريحاتهم الديبلوماسية: «نزولاً عند رغبة الجماهير وإصرار أبناء المنطقة والضغط الهائل من قواعدنا الشعبية... قرّرنا الترشح للبرلمان»!

مترشحٌ طلب دعم أكبر جمعية سياسية له، مع أنه لم يحصل إلاّ على 5 في المئة من الأصوات في الانتخابات السابقة... إلاّ أن رغبة الأهالي العارمة في ترشيحه هي وراء ترشحه من جديد!

في خيمةٍ أخرى، هناك مترشحٌ جديدٌ لم يعد برنامجاً انتخابياً حتى الآن، لكنه وضع نصب عينيه (الله يسلم عينيه!) نقاطاً محدّدةً (لم يحدّدها بعد) سيسعى لتحقيقها! وفلسفته أن «المبالغة في البرامج الانتخابية ستفسد الحملة» كما يُفسد الحليب بإضافة كمية زائدة من الماء!

مترشحٌ آخر رفض الحديث عن برنامجه، فهو لا يريد أن «يتعب» عقله في برامج ولا (خرابيط) من الآن، ولكن إذا منّ الله عليه بالفوز، ودخل البرلمان فلكل حادثٍ حديث! حينها سيبدأ بشحذ تفكيره لوضع «برنامج انتخابي»! ويقول: «إن جميع المترشحين السابقين طرحوا برامج لم يتحقق منها شيء، فلماذا تطالبوننا من الآن ببرامج و(هرار) لا فائدة منها؟».

مترشحٌ ثالث احتفظ ببرنامجه الانتخابي «سري للغاية»! ولكن من منطلق انه لم يحن بعدُ موعد كشف البرامج الإستراتيجية، فالبرامج مكانها الطبيعي تحت قبة البرلمان، وليس في الخيام والديوانيات! ويبدو أنه يجهّز مجموعة من «المفاجآت» لإرباك الحكومة بوزرائها ومستشاريها بما سيقدّمه من اقتراحات ومشروعات ستطيح بعقول الجمهور من الجلسة الأولى للبرلمان الجديد!

هناك نوابٌ جددٌ في طور «التفقيس»، حملوا على ظهورهم «قفاف» المساعدات الخيرية، وأخذوا يدورون في (الفرجان)، يوزّعون المساعدات التي بلغت قيمة «السهم» فيها 50 ديناراً. وبحسب المعلومات المتوافرة، فإنها ليست من أموال الخمس ولا الزكاة، وإنما من مصادر «خفية»، سُرّبت تحت جنح الظلام من «تحت الطاولة» إلى بعض الجمعيات التي تريد أن تقيم نظامًا «إسلاميًّا»، وتقطع أيدي السراق والمرتشين من المرافق!

أحدهم كان واقفًا في خيمته، غضب بشدةٍ عندما سئل عن التخريجة الشرعية لعملية «غسل الأموال» هذه، فنفى بشدة أن تكون رشاً أو عمليات شراء أصوات، وإنما هي «من صميم العمل الدعوي، وهي تفعيلٌ عصريٌ لسهم المؤلفة قلوبهم في بلاد المسلمين»!

إلى اللقاء بكم جميعاً في البرلمان الجديد‡

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1502 - الإثنين 16 أكتوبر 2006م الموافق 23 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً