العدد 1502 - الإثنين 16 أكتوبر 2006م الموافق 23 رمضان 1427هـ

كلمة في نجاحات المرأة العربية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كثرت في الآونة الأخيرة الدراسات التي تهتم بأحوال الأقليات في الولايات المتحدة، وتعمق بعضها فأولى شيئا من الإهتمام بأوضاع النساء في صفوف تلك الجاليات. وتناولت السيدة فدوى بنعيش (كاتبة من كتاب موقع تقرير واشنطن)، هذه المسألة إذ أشارت في مقال لها نشره الموقع إلى النجاحات التي حققتها المرأة العربية الأميركية في الوصول إلى مكانة متميزة داخل المجتمع بفضل عوامل كثيرة منها حصولها على شهادات علمية عالية وإصرارها على تحويل هويتها المزدوجة الثقافة إلى عامل دافع للنجاح والتفوق. وبرهنت المرأة العربية داخل الولايات المتحدة على أن التسلّح بالعلم مقروناً بالإرادة الكبيرة واستغلال الفرص المتاحة يمكن أن تكون وصفة جاهزة للنجاح والتفوق.

وتلفت السيدة فدوى النظر إلى ندرة الدراسات الاجتماعية التي تهتم بوضعية المرأة الأميركية ذات الأصول العربية لكنها تؤكد أن بعض الأبحاث تشير إلى أن المرأة العربية لعبت دوراً محورياً في استمرار انتقال الموروثات الثقافية العربية إلى الأجيال اللاحقة من الأميركيين ذوي الأصول العربية داخل الولايات المتحدة.

وتستحضر فدوى دراسة أجرتها الاستاذة المساعدة في قسم علم الاجتماع بجامعة كاليفورنياجنان غزال ريد أن معدل عمل المرأة العربية الأميركية يعد من الأضعف على الإطلاق مقارنة مع الأعراق الأخرى داخل الولايات المتحدة. وترجع دراسة جنان ذلك إلى أن عدداً كبيراً من أولئك النساء متعلمات لكنهن لا يعملن ويفضلن الاهتمام بالعائلة وتربية الأطفال خصوصاً بين صفوف النساء المسلمات. وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن معظم النساء العربيات الأميركيات هن مسيحيات وبحسب الدراسة فإنه يوجد فرق شاسع بين المهاجرات اللائي حصلن على الجنسية بعد الإقامة داخل الولايات المتحدة والعربيات المولودات داخل أميركا. ويشير كتاب «الثقافة والطبقية والعمل بين صفوف النساء العربيات الأميركيات» إلى أن المهاجرات العربيات تبقى لديهن روابط قوية مع الموروثات الثقافية والتقاليد المحلية حتى بعد إقامتهن داخل الولايات المتحدة لفترة طويلة وغالباً ما تجدهن ينشطن في المساجد والجمعيات الأهلية المحلية.

وبرزت نساء من بلدان الشرق الأوسط وخصوصاً من لبنان متشبعات بالثقافة العربية ومتفوّقات داخل الولايات المتحدة. ونجح بعضهن في ولوج المؤسسات السياسية الأميركية مثل ماري روز عوكر وهي أميركية من أصل عربي لبناني كانت عضواً في مجلس النواب من سنة 1977 حتى 1993 وترأس عوكر حالياً اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز والتي تحظى بسمعة طيبة داخل أوساط النخبة الأميركية. كما تحولت هيلين توماس إلى واحدة من أشهر الصحافيين المتخصصين في شئون السياسة الخارجية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط. وعاصرت توماس التي تبلغ من العمر 84 عاماً الرؤساء الأميركيين من الرئيس جون كنيدي إلى الرئيس الحالي جورج بوش الأبن. وتشتهر توماس باسم سيدة الصحافة الأولى.

ولا يمكننا الحديث عن أشهر العربيات الأميركيات من دون أن نذكر دينا حبيب باول مساعد لوزير الخارجية الأميركية لشئون التعليم والثقافة ونائب وكيل الوزارة للدبلوماسية العامة التي يُجمع المحيطون بها على أنها نجمة صاعدة في إدارة الرئيس جورج بوش الأبن. وراهن الحزب الجمهوري على دينا باول لتحسين صورة الولايات المتحدة وتعزيز حظوظها بالفوز في معركة كسب القلوب والعقول في منطقة الشرق الأوسط.

وتورد فدوى بعض الإحصاءات الرسمية التي أجراها مكتب الإحصاء الأميركي وتعود لسنة ألفين، وجاء فيها أن 85 في المئة من العرب الأميركيين أنهوا تعليمهم بالمدارس الثانوية فيما يحمل 4 من بين كل 10 من العرب الأميركيين شهادة البكالوريوس أو الماجستير وهذا يعادل تقريباً ضعف المعدل الوطني الأميركي. كما تشير إحصاءات رسمية أميركية إلى أن 88 في المئة من العرب الأميركيين يعملون في القطاع الخاص فيما فضل 12 في المئة منهم العمل في القطاع الحكومي.

هذه لمحة عن واقع المرأة العربية في الولايات المتحدة، وهي بلاشك نموذجاً يمكن أن يفتح آفاقاً لمعرفة واقع المرأة العربية في بلدان أخرى متى ما تضافرت جهودها يمكن أن تشكل حالاً نسائية عربية ترفد الحركة النسائية العربية في الوطن وتكون عاملاً مهماً في تطويرها

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1502 - الإثنين 16 أكتوبر 2006م الموافق 23 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً