حمل الأسبوع الأول من فتح باب الترشح للانتخابات النيابية الكثير من الحوادث المتسارعة، نأتي عليها تباعا في هذه العجالة... أولا، فاجأتنا قوائم الناخبين بزج أسماء من الناخبين الذين ذابت عظامهم في قبورهم، لأنهم ماتوا وشبعوا موتاً!
دعونا لا نسيء الظن، لأن بعض الظن إثم، والظاهر - والله العالم- أن هناك توجها لاستذكار الأجداد وقراءة الفاتحة على أرواحهم، ولله در من وضع هذه الفكرة العبقرية! على أية حال، هذه دعوة إلى كل الناخبين إلى البحث عبر القوائم علهم يجدون اسماء أجدادهم أو أجداد أجدادهم أو أحد أقربائهم، وإذا ما تحقق ذلك، فعليهم التوجه إلى الجبانة في أقرب وقت، وشراء «كارتون» من المشموم وقراءة الفاتحة على روح فقيد قوائم الناخبين! دعونا لا ننسى: رحم الله من أعاد الفاتحة...
الحوادث المتسارعة لم تخل من المفاجآت، فبعد أن أعلن عضو المجلس البلدي لبلدية المحرق صلاح الجودر نيته الانسحاب من فكرة الترشح إلى المجلس النيابي عن الدائرة الثانية في محافظة المحرق، ها هو يعود من غير سابق إنذار، ومن دون أن نعرف أسباب عدم الترشح والعودة للترشح، ولعل المترشح الجودر أراد أن يلعب خطة الكر والفر وإلقاء فقاعات الاختبار في أروقة الدائرة الثانية ليعرف مدى حظوظه، ويبقى الميدان مفتوحا لكل حميدان...
ولعل بشائر انتصار المرأة قد بدأت في دائرة حوار، إذ يبدو أن لطيفة القعود حققت انتصارها كأول امرأة تدخل البرلمان في الخليج العربي، ولكن من يدري قد يدخل أحد المترشحين منافسا لها قبل إغلاق باب الترشح، الذي أغلق فعلا مساء أمس.
ويبدو أن الصراع سيكون محموما بين المترشحين في هذه الفترة التي تسبق فتح باب الإدلاء بالأصوات، على مستوى التصريحات وعلى مستوى العمل الاجتماعي... أما على مستوى التصريحات، فقد عهدنا من بعض الشخصيات عدم إعطاء الصحافيين «فيس» في الأيام الخوالي، إلا أن بعضهم يلهث الآن وراء الصحف لتضع له تصريحا، وحتى لو كان مجرد حديث هاتفي مع أحد المسئولين وعن أي موضوع كان، فالأهم أن يرى المترشح صورته واسمه في الصحيفة، ويفضل أن تكون في الصفحات الملونة.
قبل أيام، اتصلت بأحد النواب لأخذ رأيه في موضوع وصادف أن كان النائب في اجتماع، وعلى رغم ذلك رفع الهاتف وسمعت صوته «الحنون» أخيرا بعد محاولات طويلة دامت أربع سنين، ولم يترك الهاتف إلا بعد أن أخذ وعدا مني بإعادة الاتصال في المساء! المشكلة أن الشيطان أنساني ذكر النائب - كالعادة - وبينما كنت أغط في نوم عميق قبل شروع المؤذن في إطلاق إشارة ملء البطون، أخذ الهاتف يرن ويرن، وإذا به النائب نفسه وهو يقول: ها، نسيتونا يالصحافة! كنت لم أستيقظ بعد فأجبته: لقد غيرنا الموضوع، فأنزل السماعة بعد أن أوصاني: لا تنسونا في الموضوعات الحساسة لأن إحنا الساسة!
على من ثبت اسمه في المترشحين أن يعلم علم اليقين أن الناس ليسوا مغفلين هذه المرة، ولن يدلوا بأصواتهم لأي كان، وسيكون على المترشح أن يحسب ألف حساب لكي يضمن بعض الأصوات الشرفية على أقل تقدير... وهناك فرصة سانحة لبعض المترشحين الذين يبحثون عن أصوات مضمونة، فليس عليهم سوى اختيار المجمعات التي تقع ضمن حدود منطقتهم، والانتظار خلف أبواب المحلات وتوزيع جوائز عينية بدفع قيمة ملابس الزوجات في العيد، وحينها سترتفع أسهمه بصورة جنونية! عموما... «أنا رايح المجمع ليلة الخميس ويا البيت، إذا كان فيه نائب يدور أصوات مضمونة»‡
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1502 - الإثنين 16 أكتوبر 2006م الموافق 23 رمضان 1427هـ