نحن بحاجة الى أن نكون أكثر صدقا مع أنفسنا إزاء ما يحدث في الساحة المحلية من تطورات شتى خصوصا فيما يتعلق بتطور قضايا معنية بمستقبل البحرين السياسي.
إن طرح قضايانا وهمومنا السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية ومعالجتها بشكل جريء قد يكون هو ما نحتاج إليه حالياً أكثر من وقت آخر وخصوصاً أننا مقبلون على تجربة الانتخابات الثانية.
لكن وفي خضم تسارع مجريات الأمور داخل الشارع البحريني الذي يغلبه طابع التسيس فان موضوعات مثل الطائفية والمناطقية وتحشيد الأفكار والايديولوجيات المبنية على اتجاه معين هي قضايا لا يمكن أن نغفلها في ظل إعطاء الشرعية الكاملة للأيادي الخفية لإشعال نار الفتن وإعلاء شأن فئة أو جماعة دون أخرى في موازين وحسابات تتبع بحسب متطلبات اللعبة السياسية كما هي الحال مع لعبة السلالم والثعابين.
إننا كمواطنين بحرينيين من شتى المذاهب والاثنيات والأديان سنة وشيعة بحارنة وهولة وعجما وعربا ويهودا ومسيحيين وبهرة وصابئة في أمس الحاجة إلى اليد الواحدة لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة والعمل على تحقيق آمالنا ومطالبنا الوطنية من اجل رسم صورة عادلة ومنصفة لأبناء هذا الوطن.
هناك أجيال بحرينية اختلطت دماؤها وأعراقها بهذا النسيج الذي يميز البحرين منذ زمن بعيد وهو الأمر الذي جعلها مميزة عن باقي جيرانها من دول المنطقة التي نجد في بعضها ضآلة نسبة المواطنين مقارنة بالأجانب ومع ذلك فهذه الدول لم تذهب إلى استيراد شعب وتجنسيه على رغم إمكاناتها التي تفوق البحرين.
للأسف بلدنا ذهب في أمر التجنيس بصورة عشوائية أساءت وانتهكت بجدارة كرامة الإنسان البحريني الذي أصبحت هويته بلا قيمة وأصبح مستقبله بيد مجهول.
إن حملة «بس بحريني» أو «فقط بحريني» التي أطلقها الأب الروحي للمدونات الإلكترونية في البحرين محمود اليوسف وسبق أن اشرت إليها في مقال سابق من خلال توزيعه لإشارات كتب عليها «لاشيعي ولا سني... بس بحريني» هي دعوة تعبر عن واقعنا البحريني وتعبر أيضاً عن مدى حاجتنا إلى مثل هذا التكاتف والتآلف مع بعضنا بعضاً حتى لو كنا مختلفين.
ويكفي أن نقول إن هذه الدعوة لقت قبولا وصدى طيبا من سمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة كما جاء في مدونة اليوسف بعد أن علقت الشارة على بشت سموه في لقاء جمعه حديثا مع اليوسف ومجموعة من رجال الأعمال الشباب مقترحا سموه بشارة أخرى تقول «لا شيعي ولا سني... بس مسلم» الأمر الذي وجده اليوسف وارداً مع حال العراق.
لكننا في كل الأحوال ندعم مثل هذه الأفكار ونناهض كل نفس طائفي أو فعل طائفي داخل وطننا الغالي..
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1502 - الإثنين 16 أكتوبر 2006م الموافق 23 رمضان 1427هـ