وصلتني رسالة تقول ما يأتي: «المكرم الفاضل سلمان بن صقر آل خليفة المحترم... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد...
ولا ترد على السفيه جوابا... إن السفيه لمرقعة الكلاب
نقرأ لك يومياً... ونراك مخلصاً غيوراً وطنياً متفانياً في حب الوطن... وقلمك يشدو شجناً... يطبب بعض آلامنا في المحن... فكن على ما أنت عليه, ولا تعبه لطلاب الفتن... ليتني في منطقتك الانتخابية لما ترددت أبداً في إهدائك صوتي وأصوات كل عائلتي... ولرشحناك لمجلس النواب ولو في أيدينا لرشحناك لرآسة المجلس، فأنت أهل لها... نقرأ لك يومياً أفكارك الحرة الغيورة على هذا الوطن العزيز الغالي، وكم جميل حين تمزجها بالعامية تارة، وبالفصحى تارة أخرى... ولقد لمسنا حبك الصادق والعميق لهذا الشعب المهضوم حقه، ولمسنا الجرأة والحكمة في قلمك المهذب... فدع عنك أقوال السطحيين المتطفلين لأنهم قلة, واهتم بأقوال وأفعال ومواقف المخلصين فهم الأكثر... والأصيل أصيل، فدع عنك تفاهات العليل، ونسأل الله لك التوفيق... أخوك: رياض حميد صنقور».
هذه رسالة اخترتها لكم من ضمن أعداد كثيرة من الرسائل التي استلمتها بالأمس بواسطة أنواع متعددة ومختلفة من أمور التكنولوجيا الحديثة... منها الفاكس والبريد الإلكتروني (كتابةً) إضافة إلى العدد الكثير من المكالمات الهاتفية (كلاماً وحديثا)... وكلها جائتني من مواطنين بحرينيين مخلصين لدينهم ووطنهم، وهم أناس محترمون يتطلعون لبناء وطن محترم يضمهم مع أبنائهم حاضراً ومستقبلاً... بعض الذين تواصلوا معي بالأمس كان يتكلم عن نفسه ونيابة عن عائلته الكبيرة، وبعضهم كان يمثل الجمعية التي هو يرأسها أو منتمٍ إليها، وكلهم كانوا متفقين على شيء واحد ألا وهو الوقوف معي ضد كل من يستغل الأوضاع ليلفق مكيدة مدبرة لي ويحاول بها المساس بصوتي (الحر) لنصرة الوطن والمواطنين كي يمنعه من الدخول إلى مجلس النواب.
الله ما أكبر غلاكم عندي يا إخواني الأعزاء الذين وقفتم معي بالأمس وتجشمتم عناء الاتصال بي هاتفياً وعبر البريد الإلكتروني والفاكس وإيصال الرسائل إلى مبنى الصحيفة... وأنا في الواقع أكن لكم كل الاحترام والتقدير وإن شاء الله أكون عند حسن ظنكم... الله ما أكبر غلاك... وكلما أسمع هذه الأغنية لعبدالمجيد عبدالله سأتذكر إخواني وأخواتي الذين لبوا ندائي لهم بالأمس (وما قصروا) فنزلوا علي بمئات الاتصالات التي كان لها الأثر العظيم في قلبي... أنتم يا إخواني من تشكلون القسم الأكبر من شعب البحرين الطيب والمتسامح, وأنا أعدكم بأن أكون لكم مخلصاً.
من كثرة الاتصالات والرسائل التي شغلتني بالأمس لم أتمكن (مع الأسف) من قراءة كل الصحف (من الجلدة إلى الجلدة) وهذا تعبير أردني للذي يقرأ الكتاب من الأول إلى الآخر... وكل الذي قرأته بالأمس كان قليلاً, وأعجبني كثيراً مقال الأخ منصور الجمري (الحاجب) وهو مقال فيه الكثير من الحكم والعبر التي تصلح لكل زمان ومكان... أما الأخ (فتى الحالة والصنقل) سعيد الحمد في صحيفة “الأيام” فهو كالعادة لديه المقدرة على التعامل مع الكلمات بكل حرفية وتواضع الإنسان الخبير، ومقاله بالأمس عن توتر أعصابي يحاول فيه أن يدغدغني قليلاً علني أتوقف عن المزح وطرح النكات والضحك، وهو الزميل العزيز الذي لا يتمكن من مواصلة عمله إذا كنت موجوداً معه في مكتبه من كثر القفشات والتعليقات... وأعتقد بأنه يشاركني العيارة.
والآن بعد أن مرت هذه الأيام بسلام... وابتدأت أسماء الموافق عليهم في خوض الانتخابات النيابية تظهر وتبان... سيبدأ من اليوم العمل على تجهيز وتحضير وافتتاح المقار الانتخابية لجميع المترشحين, وفي الأيام القليلة المقبلة سنرى الإعلانات الكثيرة والمتناثرة في أرجاء البحرين... صور كبيرة وصغيرة لمترشحين نيابيين ومكتوب عليها عبارات رنانة نأمل إن شاء الله أن تكون واقعية وتمس ما في قلوب الناخبين المتعطشين لمستقبل أفضل, وكراسات مكتوب فيها البرامج الانتخابية التي بعضها معقول وبعضها يقارع النجوم... وسيمر على البيوت أناس لم يشاهدها أهل الفريج (من زمان) تضرب الباب وتعزم الأصحاب ببطاقة دعوة وردية ومعها صحن جميل من البقلاوة والحلاوة المشكلة... ونحن أصحاب السكري بعدم المجازفة والتذوق
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1501 - الأحد 15 أكتوبر 2006م الموافق 22 رمضان 1427هـ