اليوم ينتهي تسجيل المترشحين، واللجنة المشرفة على سلامة الانتخابات ستعرض غداً (الثلثاء) أسماء المترشحين المقبولين، وبعد ثلاثة أيام من ذلك ستغلق فترة الطعون في أسماء المترشحين، ومع مطلع الاسبوع المقبل سيتزامن العيد مع بدء الحملات الانتخابية لمجلس النواب القادم. في الوقت، سيبدأ المترشحون للمجالس البلدية بتقديم اوراقهم مساء الجمعة المقبل، ومع الاسبوع المقبل سيكون لدينا نحو 400 شخص، وسيدخل 40 منهم الى مجلس النواب و40 الى المجالس البلدية. وعلى رغم عدد من المنغصات لأجواء الانتخابات في الاسابيع الماضية، فان الجميع بدأ يعمل بجد من أجل المشاركة بقوة في الانتخابات، وخلال هذه الفترة سيتعرف الناس على معادن الأشخاص الذين سيعرضون أنفسهم للانتخابات، كما سيعرف الناس نوعية الجمعيات السياسية وأساليبها في كسب الأصوات، وبعض هذه الأساليب ربما يخالف الصواب، كاستخدام المال أو الفتاوى التي تحاول اجبار الناس على منح أصواتهم لهذا المترشح أو ذاك. خلال الايام المقبلة ستمتلئ البحرين بالمراسلين والصحافيين والمراقبين الذين تهمهم مشاهدة مجريات الامور وكيف يتعاطى البحرينيون مع تجربتهم الانتخابية... وكما تمت الإشارة في مقال سابق، فان الانتخابات شيء والديمقراطية شيء آخر. الانتخابات وسيلة من وسائل الديمقراطية، وحتى لو كانت هذه الوسيلة منقوصة، فإنها تنفع كثيراً في تحريك المياه بين الاطراف الفاعلة على الساحة السياسية. الانتخابات تتمحور حول المساومات والتنازلات والمفاوضات والتحالفات، وهذه كلها تؤثر في الحياة العامة بشكل ملحوظ. وماحدث خلال الايام الماضية من قرارات صدرت من جهات رسمية وأهلية انما يوضح الطبيعة الايجابية للبيئة التي تستعد للانتخابات. البحرين قوامها شعبها، وهذا الشعب أصيل لايمكن الغاؤه أو تهميشه، وهو شعب سيستفيد من كل فرصة لكي يعزز مكتسباته التي حققها عبر نضالات شاركت فيها مختلف فئات المجتمع منذ مطلع القرن الماضي وهي نضالات تخللتها تضحيات جليلة أصّلت المطالب المشروعة التي تتمحور حول ضرورة وصول من يمثل المجتمع الى السلطة التشريعية - الرقابية، ومستقبلاً الى السلطة التنفيذية أيضاً. ولكن قبل كل ذلك، علينا ان ننجح في الاختبارات التي نمر بها وان نمارس دورنا وألا نتوقف او نتردد لان الترتيبات والصلاحيات دون ما كنا نتوقع. في الواقع، فاننا اذا نجحنا في ما هو أمامنا من خيار فاننا سننجح مستقبلاً عندما يتطور هذا الخيار، واذا فشلنا في هذه التجربة المحدودة، فاننا أيضاً سنفشل في تجارب أكثر اتساعاً. ان علينا ان نمد الجسور ونعزز الثقة بين الجميع لكي نبعد أصحاب السوء عن بحريننا
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1501 - الأحد 15 أكتوبر 2006م الموافق 22 رمضان 1427هـ