الأوطان ليست لعبة في يد بشر من الناس يلعبون بها ويتقاذفونها مثلما يشاؤون... الأوطان هي عبارة عن مجموعات من الناس متحابة مع بعضها بعضاً وتسكن على أرض محددة المساحة ولها اسم متفق عليه ويحكمها قانون متعارف عليه ويحترمه الجميع... والوطن الذي نحن نسكن فيه ونسميه (بالاتفاق) مملكة البحرين له ملك واحد نحبه ونقدره ونحترمه وهو يبادلنا المحبة والتقدير والاحترام ونحن جميعاً نعيش على أرض هذا الوطن (ملكاً وحكومةً وشعباً) متحابين وندعو ألا يتفرق شملنا إن شاء الله... وما الذي يحصل أحياناً من طرح أية قضية داخلية (بيننا) وتعدد الآراء بشأنها إلا للصالح العام... والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
نحن جميعاً بودنا أن نعيش متكاتفين مع بعض... ولكن (مع الأسف) فإن هذا يغضب بعضاً من الناس الذين كانت لهم سطوة في الماضي، وجاء الدستور الذي طرحه جلالة الملك المعظم وصوتت له الجماهير البحرينية بنسبة مئوية تفوق الخيال لينسف كل ما كانوا يتحصلون عليه قبل الدستور... وعندما تم تحييدهم بالقوانين الصارمة التي تفرض عليهم مشاركة الشعب البحريني معهم في اتخاذ القرارات المصيرية، ومكاشفة الناس العاديين بكل ما هم يتصرفون فيه من الأموال العامة والأراضي السيفية والمخططات المئة ملايينية والتي كانت توزع بينهم وعلى أولادهم وأحبابهم (بالهبل)... عندما جاء الدستور وفرضت القوانين وابتدأ مجلس النواب يأخذ مساحته الطبيعية بين الناس، لم يهدأ لهؤلاء المفسدين في الوطن أي بال ولم يقبلوا بالمشاركة الأهلية.
المفسدون في أرض وطننا البحرين أصبحوا يتدخلون في غالبية أمورنا وشئوننا اليومية والحياتية والعائلية... هم ينشرون الفتن بيننا ويقتاتون من جروح الصراعات التي تدور بيننا ولكأنهم مثل (القمل) في الرأس ولابد من صب (الفليت) عليه... هؤلاء المفسدون هم الذين يجهزون أناساً من أرض الوطن حتى يقاتلوا بهم أناساً آخرين من نفس الوطن، وهم الذين دفعوا مبالغ وقدرها (مئة وستون ألف دينار) لكل جمعية من الجمعيات المعروفة التي تقول في خطبة الجمعة (النهارية) لعن الله الراشي والمرتشي، ومن ثم هم الذين يوزعون الرشا لأهالي (المحرق) تحت جنح الظلام متناسين لعنة الله التي يقولونها (لساناً) ولا يطبقونها على أنفسهم (فعلاً).
هؤلاء المفسدون (القمل) الذين كنت أحاربهم (حبًّا في البحرين وشعب البحرين) وأنشر وأعلق على كل ما يفعلونه من زرع الفتن بين أفراد الشعب وتوزيع الرشا بين ضعفاء النفوس من الذين حولهم ويتمسحون بهم، ومحاولتهم تسليم مجلس النواب إلى من باع الوطن في سبيل قطعة أرض أو حفنة نقود، ومحاولتهم وضع الأقوام التكفيريين مسئولين عن أعناقنا وبيوتنا وأطفالنا ومستقبلنا... هؤلاء كانوا يتحينون الفرصة للنيل مني، واستغلوا وجودي مع مدير حملتي الانتخابية والمدير الإداري في خارج قاعة التسجيل للانتخابات النيابية المقبلة حتى يصدروا الأمر بالتهجم على ابني أمام مرأى كل الحاضرين، ومن ثم ابتدأوا ينشرون الأكاذيب الوسخة والسخيفة.
إذا كان الحدث الذي ذكروه (كذبًا) قد حصل في ليلة الجمعة، ويوم الجمعة والسبت إجازة أسبوعية لجميع موظفي الحكومة فكيف عرفوا أن النيابة العامة ستستدعيني مع ابني في صباح يوم الأحد؟ وهذا منشور لديهم في عدد الأمس (السبت)... وإذا عرف القارئ أني رجل تعديت الثانية والخمسين من العمر ولدي رجل اصطناعية فكيف أقول لوكيل النيابة انتظرني في الخارج (هذا كلام سخيف والذي كتبه أسخف منه)... وإذا كان القارئ من متابعي كتاباتي عن معاناة الناس الضعفاء والمحتاجين ومدى احترامي لهم ومساعدتهم فهو بكل تأكيد سيكون من العارفين لنوعيتي غير المترفعة بالاسم الأسري الذي يقولون إني ترفعت به على وكيل النيابة.
هؤلاء المفسدون يعتقدون بأني سأقف في وجههم وحيداً (أموت من الخوف وآنتفض وآرتعد)... وأنا أقول وأناشد جميع من يعرفني على حقيقتي المتواضعة، وجميع من تكلم معي على الهاتف بلا موعد وقابلني على الطبيعة من دون تكلف، وجميع من وقفت معهم في محنهم وساعدت في حل مشكلاتهم... لكم جميعاً أقول: هذا هو يومكم
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1500 - السبت 14 أكتوبر 2006م الموافق 21 رمضان 1427هـ