أعود إلى تشبيه قديم سبق أن ذكرته، أشبّه فيه الرياضة البحرينية بالسفينة التي تمخر عباب البحر “ليس لها من قرار”، فالكل من فوق السفينة يعمل بطريقته للوصول إلى الهدف المنشود، أو تحقيق أفضل النتائج سواء بالعمل بروح الفريق الواحد، أوعن طريق العمل الفردي القائم على اجتهادات شخصية، أو من يخالف هذا وذاك من دون أن يضع الحلول... ولكن غالبا ماتحافظ السفينة على توازنها وتحقق بين الفينة والأخرى نتائج ترضي غرور المسئولين الذين يتولون قيادة السفينة. ويعتبرونها إنجازا يشير إلى الطفرة الرياضية التي تحققها الرياضة البحرينية، ولكن سرعان مايخبو توهج هذا الإنجاز، وتعاود السفينة إكمال مسيرتها بهدوء، من دون أن يعرف كل من يركبها إلى أين سيصل... فهل هو مازال في بداية الطريق، أو قطع أكثر من نصفه، أو مازالت السفينة تراوح في مكانها!
فلا عجب أن أقول ذلك عن رياضة انطلقت قبل 87 عاما، إذا ما قسناها بانطلاقة التعليم النظامي في البحرين العام 1919، أو مع رياضة احتفلت باليوبيل البرونزي قبل عامين، حينما شكل المجلس الأعلى للشباب والرياضة العام 1974، وتسخير الحكومة موازنة كبيرة للصرف على قطاعات الشباب والرياضة، إلا أن الإشكال الحقيقي الذي يواجه الرياضة البحرينية في كل مرحلة من مراحلها، عدم وجود الجهة التي تخطط وتقوّم مراحل العمل وتوجهه إلى تلافي الأخطاء والسلبيات، وتوضح مسار الخط السليم الذي تسير عليه السفينة واتجاهاتها والمستوى الذي وصلت إليه، مقارنة بمستوى تطور الرياضة في العالم... فنحن - بصريح العبارة وعلى رغم مرور عشرات السنين وعلى رغم كل الخسائر التي خسرناها على الرياضة - مازالت تنقصنا الجهة المتخصصة في التخطيط الرياضي، التي تملك من الخبرات الرياضية والاطلاع على القوانين الرياضية العالمية ما يؤهلها لتوجيه ربان السفينة إلى مساره السليم
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1500 - السبت 14 أكتوبر 2006م الموافق 21 رمضان 1427هـ